برئاسة صاحب السيادة المتروبوليت الياس قربان-سنة 1981 في كاتدرئية القديس جاورجيوس -
الميناء لبنان.
ملاحظة هامة:
- عندما يبارك الكاهن القرابين وقت الاستحالة في القدّاس الذي يتم فيه تحضير القدسات للبروجزماني، لا يقول: "إصنع هذه الخبزات"، بل "هذا الخبز" بصيغة المفرد، كون المسيح واحدًا. وعندما يرفع القدسات، يرفعها كلّها معًا، ويقول: "القدسات للقدّيسين".
- في قدّاس الأحد أو السبت، يقتطع الكاهن الحمل الأوّل فقط، أي الذي سيتم تناوله في القدّاس الذي يُقام، ويضع الجزء المعيّن منه في الكأس كما هي العادة. ثم يسكب الماء الحار، أمّا الباقي من القرابين فيرفع منها الحمل الذي سيُترك لقدّاس السابق تقديسه. يمسكه بيده اليسرى فوق الكأس، ويمسك الملعقة بيده اليمنى ويضعها في الكأس ويرفعها مملوءة من الدم الطاهر (الخمر الذي استحال دمًا) ويقول:"أيّها المسيحُ السيّدُ، إن ذبيحة الأصنام قد بطلت بالدّم الإلهيّ من جنبك الطاهر المُحيي، والأرض كلُّها تقدّم لك ذبيحة التسبيح كلّ حين". ثم يسكب الدم الطاهر بالملعقة على الصليب الذي رُسم على الحمل بالحربة سابقًا أثناء تحضير الذبيحة وهو يقول: "إتّحاد وكمال الجسد الطاهر والدم الكريم، آمين". ومن ثم يضع الحمل مقلوبًا في علبة القرابين، ويُعيد العمل عينه، على كلّ حملٍ من الخبز المقدّس.
مفهوم هذا القدّاس:
ليس من غريب في المسيحيّة أن تكون الإفخارستيا، أي تناول جسد ودم الربّ الكريمين، محور حياة المؤمنين: "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (إنجيل يوحنا ٥٦:٦). الجدير ذكره أن هذا سّر الإفخارستيّة يمارس في الكنيسة منذ القرن الأوّل ميلادي.
ولمّا كان من المستحيل على المسيحي أن ينقطع عن تناول القدسات الكريمة، عمدت الكنيسة إلى تدبيرٍ خلال الصوم الأربعيني، يتم فيه تقدّيس قدسات في قدّاس الأحد السابق ليتناولها الشعب في الأسبوع التالي، لأن زمن الصوم هو زمن توبة ورجوع إلى الذات، بينما القدّاس الإلهي، طابعه فرح الفصح وابتهاج القيامة.
قوانين في الكنيسة:
تشير وثيقة من القرن السابع للميلاد، إلى وجود هذه الخدمة، وإن كانت تمارس بشكل مختلف عما هو حالها اليوم. كذلك يذكر القانون الأوّل من قوانين القدّيس نيكيفوروس (٧٥٨-٨٢٩م) بطريرك القسطنينية إقامة هذه الخدمة،فيقول: "يصوم الرهبان يوم الأربعاء والجمعة من مرفع الجبن، وبعد تناول القدسات السابق تقديسها، يتغذون بالجبن أينما وجدوا".
وثمة قوانين مجمعية تمنع إقامة القدّاس الالهي أيام الصوم:
- ينص القانون ٤٩ من مجمع اللاذقية المحلّي المنعقد بين ٣٤٣ و ٣٨١م على التالي: "لا يجوز تقديم الخبز في أيام الصوم الكبير، باستثناء السبت ويوم الرّب".
- ينص القانون ٥٢ من المجمع المسمّى الخامس – السادس (البنثيكتي)، المعروف بمجمع "ترولّو" نسبة إلى قبة كنيسة القصر الامبراطوري التي كانوا مجتمعين تحتها ٦٩٢، إلى أنّه يُقام قدّاس القدسات السابق تقديسها كلّ أيام الصوم، ما عدا السبوت والآحاد ويوم عيد البشارة المقدّس.
أصل هذا القدّاس:
يعتقد بشدّة، أن هذا القدّاس ظهر في إنطاكية بين القرنين الخامس والسادس في زمن البطريرك ساويرس (٥١٢–٥١٨م)، ومن ثم إنتقل إلى القسطنطينية في القرن ذاته.
Ещё видео!