شهد مبنى البرلمان الألماني "الرايخستاغ" على أحداث تاريخية مفصلية في التاريخ فما هي تلك الأحداث؟ وما تاريخ هذا المبنى؟..
تابعوا الفيديو..
#سياسة_لس #منصة_أكثر
مبنى البرلمان الألماني
المعروف بـ "الرايخستاغ"
كان شاهداً على أحداثٍ سياسية ومفصلية
أثرت في التاريخ طيلة القرن الماضي
لكن ما معنى كلمة رايخ؟
وما قصة هذا المبنى؟
كلمة رايخ هي الاسم الرسمي لألمانيا
في الفترة من 1871 – 1945
ترجمتها الحرفية هي "الإمبراطورية الألمانية"
تخلت الإمبراطورية عن الاسم بعد الحرب العالمية
وتحول إلى ألمانيا.
عام 1894 تم افتتاح مبنى الرايخستاغ في برلين
ليكون مقرّاً لمجلس النواب زمن الإمبراطورية الألمانية
وبعد أعوام أصبح مقرّاً لبرلمان جمهورية فايمار أول جمهورية ألمانية
ففترة الرايخ الألماني تنقسم لثلاث فترات
فترة النظام الملكي وعُرفت بالإمبراطورية الألمانية
وفترة الجمهورية الديمقراطية وعرفت بجمهورية فايمار
وفترة الديكتاتورية الشمولية لهتلر وعرفت باسم الرايخ الثالث أو ألمانيا النازية
عام 1933 وبعد أربعة أسابيع
من تسمية هتلر مستشاراً للرايخ الألماني
التهمت النيران مبنى البرلمان
ورغم أن الكثير من المؤرخين يذهبون
إلى أن الحريق كان متعمداً
إلا أنه لم يتم تحديد المتورطين حتى اليوم!!
كانت حادثة حرق المبنى إشارة بارزة في تاريخ ألمانيا
على انتكاسة الديمقراطية ومصادرتها
والبدء بسنوات طويلة مظلمة
ففي الليلة نفسها قام النازيون بالتنكيل بخصومهم السياسيين
وفي اليوم التالي أجبروا رئيس البرلمان
على التوقيع على مرسوم يمكنهم من إنزال
عقوبة الإعدام بكل من يدان بتهمة الخيانة العظمى
ولكن... أتت الرياح بما لا يشتهي النازيون
ففي الحرب العالمية الثانية انكسر جيشهم في الجبهة الشرقية
وتقدمت قوات الجيش السوفييتي
الذي رأى في مبنى البرلمان رمزاً هاماً من رموز النازية
ومن أجل إعلان الانتصار التام على النازية
نُقلت تسعة أعلام كبيرة من موسكو إلى برلين جواً على وجه السرعة
لتُرفع "كرايات للنصر" في أعظم لحظات الدولة السوفيتية
على المدخل الرئيسي للمبنى وعلى قبته
لكن بقي المبنى أطلالاً خاوية بعد تقسيم ألمانيا
إلى شرقية وغربية بسبب الحرب
وبعد توحيد شطري ألمانيا عام 1991
تمت الموافقة على مقترح للمعماري البريطاني الشهير
نورمان فوستر لإعادة بناء البرلمان
وبقي الجزء الخارجي للمبنى كما كان
في حين أعيد تصميم الجزء الداخلي
باستخدامٍ مكثّفٍ للأبواب والجدران الزجاجية
التي تتيح رؤية ما يجري داخل قاعة الاجتماعات
كانعكاسٍ للشفافية والديمقراطية
وهذه الشفافية لا تجعل من مبنى البرلمان حكراً
على الساسة فحسب
بل أن أبوابه مشرعة أمام المواطنين الألمان والسياح الذين يتوافدون
على زيارة العاصمة برلين على اختلاف قومياتهم وأصولهم
وأصبحت القبة الزجاجية للمبنى معلماً هاماُ
من معالم برلين
ورمزاً على الولادة الجديدة للديمقراطية
