هناك شبه إجماع بين المثقفين والمهتمين بالفلسفة والفكرعلى أن بلاد الإغريق هي مهد الفكر ، هي أصل كل تفكير وكل نزعة علمية ، لكن قد ينهار هذا الاعتقاد حينما نطرح سؤالا بسيطا : كيف نشأ الفكر الإغريقي ومن أين أتى ؟
إن طرح هذين السؤالين قد يولد حساسيات كثيرة لأنه يعقد الأمر شيئا ما ولكن بمجرد ما نقترب من سيرة الكثير من فلاسفة اليونان ومفكريهم وعلمائهم ينجلي جزء من الحقيقة التي قد تصدم البعض ، الحقيقة التي سيرفضها الكثير من المهتمين بالحقل الفلسفي والعلمي السيرة الفكرية لكبار فلاسفة اليونان تقر بأنهم كانوا يشدون الرحال إلى مصر الفرعونية ليتعلموا هناك أسس الفكر والتفكير وينهلوا من أصناف المعرفة المتطورة مثل المعرفة العلمية التي كان يحتاجها الفراعنة في بناء الصرح المادي لحضارتهم العملاقة والأهرامات شاهدة على هذا التطور العلمي .
ينقل التاريخ أن بعد إعدام سقراط انتقل أفلاطون ليستقر بمدينة هيليوبوليس وفيها كان يستقبل وفودا من رجال الدين المصريين . كان يستقبلهم ليتعلم منهم . لم يكن أفلاطون هو الفيلسوف الوحيد الذي تتلمذ على يد المصريين وإنما شد الرحال من أجل المعرفة إلى أرض الفراعنة الكثير ممن كانوا يرغبون في تطوير قدراتهم المعرفية والفلسفية مثل الشاعر هوميروس والفيلسوف ديموقريطس كلهم خاضوا رحلة التعلم من مصر الفرعونية بعشرات السنين قبل أفلاطون كما قام بنفس الرحلة عالم الفلك أودوكس و بيثاغور اللذان جلبا من مصر المعرفة الهندسية وبفضلها استطاع طاليس أن يحسب بدقة متناهية ارتفاع أكبر الأهرامات وبفضلها كذلك سيجل العلمء حاليا انتصارات باهرة في مجال الملاحة وما اختراع GPS إلا واحدا من هذه الاختراعات .

свернуть