الكساد الكبير
في العام 1918 انتهت الحرب العالمية بعد أن كلفت العالم الكثير من الأرواح والأموال
انتظر الناس في أمريكا وأوروبا ذلك من أجل العودة لحياتهم الطبيعية
فرجع الجنود من الجبهات للمصانع والمزارع والمتاجر والشركات
وبدأوا العمل بجد لتعويض خسائرهم
العالم تغير بعد الحرب
انتعش الاقتصاد العالمي
وعاشت الشعوب براحة ووفرة مالية
الكثير من السلع الاستهلاكية كالراديو والمكنسة أصبحت بمتناول الجميع
وامتلك الكثيرون السيارات
انتعشت البورصة في الولايات المتحدة الأمريكية بفضل انتعاش الاقتصاد
ووجدت أعداد متزايدة من الراغبين بالاستثمار بها
فحتى المزارعين وسائقي الأجرة أخذوا قروضاً من البنوك واشتروا الأسهم
والكثير من الناس قرروا التخلي عن وظائفهم والعمل كمضاربين في البورصة
ففي النهاية، لماذا يرهقون أنفسهم بوظائف متعبة إن كان بإمكانهم الاسترخاء وانتظار عوائد أرباح أسهمهم، ففي كُل الأحوال البورصة مزدهرة وتربح باستمرار.. أو هكذا اعتقدوا
ما لم يعلمه الناس أن الشركات التي كانوا يشترون أسهمها بدأت تعاني من أزمة اقتصادية هائلة
فتلك الشركات كانت تنتج سلعاً استهلاكية بكثافة
واستيقظت على حقيقة أنه لا يُمكن تصريف كُل ما أنتجت
فتوقف إنتاجها وكسدت بضائعها
وبدأت تُفلس وتخسر
لم يعلم الناس تلك الحقائق.. إلى أن جاء الخميس الأسود
ففي ال24 من شهر 10 عام1929
بدأ انهيار بورصة وول ستريت
فكبار المستثمرين أقبلوا على بيع أسهمهم
وتبعهم الناس الذين كانوا في ذعر شديد
فبيع 19 مليون سهم
وتسبب ازدياد الأسهم المعروضة للبيع لانهيار أسعارها
وبعد خمسة أيام، جاء يوم أسود آخر
الثلاثاء الأسود
انهيار البورصة أدى لانهيار البنوك
تبعه انخفاض التجارة العالمية للنصف
توقفت أعمال البناء تقريبا فى معظم الدول
وأفلست المصانع وأغلقت أبوابها
وهبطت أسعار المحاصيل بنسبة 60%
وتراجع الناتج الإجمالي الأمريكي من 100 مليار
ل55 مليار فقط
وتراجعت الصادرات الأمريكية من 7 مليارات إلى 2 ونصف مليار
وهكذا دخل العالم رسمياً بمرحلة الكساد الكبير
جلس ربع الأمريكيين بلا عمل
ففقد نحو 13 مليون أمريكي عملهم
أما من يعملون فانخفضت أجورهم بنسبة 42%
فتشردت أعداد كبيرة من الأسر من منازلها وعانى طفل من كل 5 أطفال أمريكيين من سوء التغذية
وأثر الكساد في أمريكا أقوى اقتصاد في العالم لكساد وأزمة مالية في كل العالم
خصوصاً في أوروبا والدول النامية والخاضعة للاستعمار في ذلك الوقت
بدأت الأزمة تخف في العام 1933
حين أقر الرئيس الأمريكي روزفلت سياسة "العهد الجديد"
وتضمنت عدداً من الإصلاحات أهمها وضع حلول للأزمة المصرفية
وإصدار قوانين تمنع المصارف من التعامل بالأسهم والسندات
وإنشاء مؤسسات لرعاية ضحايا الأزمة الاقتصادية من العاطلين عن العمل وإصدار قانون الإصلاح الصناعى
وإنشاء لجنة تبادل الأوراق المالية عام 1934
وأدى تطبيق تلك السياسة لحدوث انفراجة فى الأوضاع الاقتصادية الأمريكية
بالرغم من تراجع أزمة الكساد الكبير إلا أن آثارها استمرت
وكانت السبب الرئيسي بوقوع الحرب العالمية الثانية
بعد انتهاء الكساد والحرب العالمية الثانية بقي العالم مستقراً
ولم يشهد سوى أزمات اقتصادية أقل خطورة كأزمة "الركود الكبير" عام 2008
لكن العالم اليوم وبفعل أزمة كورونا يقف على أعتاب أزمة كساد يعتقد البعض أنها ستكون أكبر من الكساد الكبير
فهل تتوقعون أن تلك التقديرات ستتحقق؟… بكل الأحوال استعدوا
Ещё видео!