وقال بعدَ خروجه من مدينة السّلام إلى الكُوفة وأنشدها بها، يذكر مسيره من مصر، ويرثي فاتِكًا، في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمئةٍ:
1.
حَتَّامَ نَحْنُ نُسَارِي النَّجْمَ فِي الظُّلَمِ
وَمَا سُرَاهُ عَلَى خُفٍّ وَلا قَدَمِ
2.
وَلا يُحِسُّ بِأَجْفَانٍ يُحِسُّ بِهَا
فَقْدَ الرُّقَادِ غَرِيْبٌ بَاتَ لَمْ يَنَمِ
3.
تُسَوِّدُ الشَّمْسُ مِنَّا بِيْضَ أَوْجُهِنَا
وَلا تُسَوِّدُ بِيْضَ العُذْرِ وَاللِّمَمِ
4.
وَكانَ حالُهُمَا فِي الحُكْمِ وَاحِدَةً
لَوِ احْتَكَمْنَا مِنَ الدُّنْيَا إِلَى حَكَمِ
5.
وَنَتْرُكُ المَاءَ لا يَنْفَكُّ مِنْ سَفَرٍ
مَا سَارَ فِي الغَيْمِ مِنْهُ سَارَ فِي الأَدَمِ
6.
لا أُبْغِضُ العِيْسَ لَكِنِّي وَقَيْتُ بِهَا
قَلْبِي مِنَ الحُزْنِ أَوْ جِسْمِي مِنَ السَّقَمِ
7.
طَرَدْتُ مِنْ مِصْرَ أَيْدِيْهَا بِأَرْجُلِها
حَتَّى مَرَقْنَ بِنَا مِنْ جَوْشَ وَالعَلَمِ
8.
تَبْرِي لَهُنَّ نَعَامُ الدَّوِّ مُسْرَجَةً
تُعَارِضُ الجُدُلَ المُرْخَاةَ بِاللُّجُمِ
9.
فِي غِلْمَةٍ أَخْطَرُوا أَرْوَاحَهُمْ وَرَضُوا
بِمَا لَقِيْنَ رِضَا الأَيْسَارِ بِالزَّلَمِ
10.
تَبْدُو لَنَا كُلَّمَا أَلقَوْا عَمَائِمَهُم
عَمَائِمٌ خُلِقَتْ سُوْدًا بِلا لُثُمِ
11.
بيْضُ العَوَارِضِ طَعَّانونَ مَنْ لَحِقُوا
مِنَ الفَوَارِسِ شَلّالونَ لِلنَّعَمِ
12.
قَدْ بَلَّغُوا بِقَنَاهُمْ فَوْقَ طَاقَتِهِ
وَلَيْسَ يَبْلُغُ مَا فِيْهِمْ مِنَ الهِمَمِ
13.
فِي الجَاهِلِيَّةِ إِلّا أَنَّ أَنْفُسَهُم
مِنْ طِيْبِهِنَّ بِهِ فِي الأَشْهُرِ الحُرُمِ
Ещё видео!