لا عدالة إجتماعية بدون دولة مدنية
من أجل العيش و العدالة الإجتماعية خرج ملايين المصريين حاملين أرواحهم على أيديهم و صامدين أمام أدوات القمع الأمنى بصدورهم العارية آملين فى غد افضل و حياة كريمة لأبنائهم ، طامحين فى دولة يكون شعارها العدل و شرفها القانون .
و قد كنا فى إتحاد الشباب الإشتراكى المصرى و لا زلنا و سنظل نناضل دائما من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية فى وطننا . وفى وسط الأحداث المتسارعة و إنشغال الجميع بإنتخابات المجالس النيابية و نسيانهم أهداف الثورة الحقيقية من اجل مناصب فى البرلمان و غيره رأينا تنازلاً تدريجيا و تخازلاً متعمداً عن حقوق الفقراء من شعب مصر و الذين شاركوا فى الثورة منذ شرارتها الأولى و قدموا الكثير من التضحيات من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية .
و لقد أصبح جلياً أمامنا جميعاً هذا التراجع عن أهداف الثورة بالتنازل عن مدنية الدولة بدءاً من إسقاطها فى وثيقة المواد الحاكمة للدستور حتى التحالف الدينى المتشدد فى الإنتخابات البرلمانية الأخيرة ، و إننا نؤمن أن مدنية الدولة هى الضمان الوحيد لوقوف الدولة على مسافة واحدة من كل أبنائها دون تمييز بين أى منهم لأى سبب كان ، جنس أو لون أو عرق أو دين.
ان مدنية الدولة هى المفتاح الأساسى للوصول للعدالة الإجتماعية ، فالدولة المنحازة لدين دون الأخر أو لمجموعة دون الأخرى لن تحقق أى عدل كما تدعى ، بل إنها ستكون البوابة لحرب أهلية تأتى على الأخضر و اليابس ن ولا تفرق بين غنى أو فقير .
كما ان الأمن الإجتماعى لن يتحقق إلا فى دولة العدالة الإجتماعية و التى تتطلب مجتمعا مدنيا حتى تستطيع النمو و الإستمرار و التطور و تحقيق أمال فقراءها قبل أغنيائها .
إننا هنا لا نتحدث عن فقر يتم القضاء عليه بالزكاوات ولا الصدقات ولا حتى العشور ، نحن لا نتسول الحقوق ، اننا نتحدث عن حقوق الشعب التى سرقت على مدار السنوات الماضية ، و حين انتفض الفقراء من أجل هذه الحقوق ها نحن نرى النخب السياسية و قبلهم التيارات الدينية يتجاهلونهم و يتصارعون على كراسى البرلمان العاجز تحت سلطة المجلس العسكرى الحاكم .
العدالة الإجتماعية حق للفقراء ، ليست منحة من احد ولا تفضلاً من الأخر ، و مدنية الدولة هى المفتاح الأساسى لحماية هذا الحق.
سنظل نناضل من أجل دولة مدنية تحمى العدالة الإجتماعية ، لهذا ثرنا و لهذا سنثور.
كل التفانى للوطن ، كل الديمقراطية للشعب
إتحاد الشباب الإشتراكى المصرى
![](https://i.ytimg.com/vi/6zHf6QfJtRI/mqdefault.jpg)