جهازُ أمنٍ خاص , أسسه صدّام حسين منذُ بداياته ، ليصبح أكبر الأجهزة العراقيّة المسؤولة عن الأمن العراقي الخارجي والدّاخلي , وأكثرُ الأجهزةِ الأمنيّة قوّةً في الوطن العربيّ إبّان حكم الرّئيس صدّام حسين .
جهاز المخابرات العامة العراقية .. من أهم الأجهزة الأمنيّة التي كان لصدّام حسين دور كبير في تأسيسها ، والّذي كان سببًا في حماية رئاسة صدّام حسين من الإنقلاب والتّمرّد .
في عام ألف وتسعمئة وأربعة وستّين ..أُنيطت مهمة تشكيل الجهاز الخاص لأمن حزب البعث الاشتراكيّ العراقي لصدّام حسين الّذي كان آن ذاك شابًا في مقتبل العمر ولكنه كان ضليعًا في حزب البعث وصاحب حنكة قويّة وفطنة ، فقام بتشكيل هذا الجهاز وأطلق عليه اسم (جِهاز حُنين ) الّذي تكفّل بحماية البعثيين وحراسة اجتماعاتهم وتأمين تحرُّكاتهم ومخططاتهم ، ومع توّلي حزب البعث السُلطة في العراق وذلك بإطاحة نظام الرّئيس عبد السّلام عارف عام ألف وتسعمئة وثمانية وستين , وتولّي أحمد حسن البكر الرّئاسة ، وسّعَ صدّام حسين وطوّرَ جهاز حُنين ليشمل العراق بأسرها ويتولى الأمن الدّاخلي للدولة ، وتمّ تغيير اسم هذا الجهاز ليصبح ( الجهاز الخاص ) .
في عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين ) بعدما حاول (ناظم كزار ) مدير الأمن العام العراقيّ في ذلك الوقت :اغتيال الرّئيس (أحمد حسن البكر ) ، وبالرغم من كونها محاولة فاشلة من ناظم كزار ولكنّها دفعت صدّام حسين إلى تطوير ما كان يسمى الجهاز الخاص ، وأحدث فيه تغييرات جذريّة ليستحدث جهازًا جديدًا على العراق أُطلق عليه اسم رئاسة المخابرات ، وكان في هذا النظام أخو صدّام حسين لأُمّه (برزان التّكريتي ) الّذي تولى منصب نائب مدير جهاز المخابرات العامة حتّى أصبح رئيسًا لهذا الجهاز عام (ألف وتسعمئة وستّة وسبعين ) وخلال فترة رئاسته لهذا الجهاز قام بتطوير بشكل ملحوظ واستمرّ في هذا المنصب حتى عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين) ، تمت اقالته بعد توتر العلاقات بينه وبين أخيه (صدام حسين) الذي كان رئيسًا للعراق آن ذاك ، ليقوم صدام حسين بتغيير اسم هذا الجهاز من رئاسة المخابرات إلى جهاز المخابرات ويقوم بربطه مباشرةً مع مجلس قيادة الثّورة .
وبعد عزل برزان التكريتي من منصبه تمّ تعيين هشام صباح الفخري رئيسًا للجهاز وبعد أشهر قليلة عاد الفخري إلى الجيش. وفي الأول من عام (الف وتسعمئة وأربعة وثمانين) نُقِلَ مدير الأمن العام الدكتور فاضل البراك إلى رئاسة جهاز المخابرات, و في عهد البراك وحسب شهادة ضباط مخابرات تم تطوير الجهاز بشكل كبير بشهادة سالم الجميلي , وفي عهده تمّ إقرار منهجية عمل جهاز المخابرات وكانت بمثابة دستور عمل الجهاز ، وتم إنجاز نظام معالمة المعلومات ونظام إدارة المصادر و تحديد صلاحيات المفاصل القيادية في الجهاز بشكل دقيق و تحول الجهاز إلى مؤسسة أمنية رصينة، وفي عام (ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين ) تمّ نقل البراك إلى رئاسة الدائرة السياسية ومستشارًا للرئيس لشؤون الأمن القومي واستلم معاون البراك السيد فاضل صلفيج العزاوي ادارة جهاز المخابرات بالوكالة لمدة أربعة أشهر.
في التسعينيات ترأّس المخابرات العراقية الشقيق الآخر لصدام حسين, سبعاوي إبراهيم التكريتي الذي عزل من منصبه عام (ألف وتسعمئة واثنين وتسعين) لعدم كفائته، وعُيّنَ مكانه صابر عبد العزيز الدوري ، من ثمّ في عام (ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين )عُيّن مانع عبد الرشيد مديرا للجهاز ، وفي عام (ألف وتسعمئة وتسعة وتسعين) عُيّن رئيسًا للمخابرات العراقية رافع دحام مجول التكريتي الذي كان في السابق سفير العراق في تركيا ،و قد توفي هذا الشخص في ظروف غامضة حيث نشرت وكالات الأنباء العراقية والدولية خبرا مفاده أنه توفي بسكتة قلبية في مستشفى ابن سينا حيث كان يسكن في منطقة العامرية غرب بغداد ولكن هذه الحادثة حدثت بعد ثلاثة أيام فقط من تخليه من منصبه لطاهر جليل الحبوش (مدير الأمن العام سابقا) وقد زعم البعض أنه تم اغتياله. وجاء بعده طاهر جليل حبوش خلال حرب احتلال العراق عام (ألفين وثلاثة ليختفي الحبوش لأساب غامضة اضطر الرئيس لعزل الحبوش وتم تعين مدير أمن جهاز المخابرات ليكون مدير للجهاز أثناء الحرب السيد خالد النجم وهو آخر مدير لجهاز المخابرات في عهد صدام .
تعدد مديريّات جهاز المخابرات العامه العرقيّة لتحافظ على أمن الدّولة الخارجي والدّخلي ، وكانت أبرز مديريات الجهاز هي المديريّة الثالثة وهي مديريّة المعلومات و القيود من الجهاز واختصّت بجمع وتحليل المعلومات التي كانت تهم أمن الدولة ، والمديريّة الأكثر أهميّة هي المديرية الرابعة حيث كانت تضم أعضاءً سريين اندمجوا مع الدوائر الحكومية والسفارات والنقابات وأحزاب المعارضة خارج العراق ، والجدير بالذّكر أن مديريات جهاز المخابرات كانت تنسق أعمالها مع مديرية الأمن العامة التي كان اختصاصها أمن العراق الداخلي ، ولكن في الوقت ذاته كنت تهتم بشكل أكبر بالأمن الخارجي للعراق ، فجهاز المخابرات العراقي كان مسؤولاً عن الحفاظ على الأمن الخارجي بقمع أي تهديد خارجي للدولة ، فقد تولّت المديريّة الثانية في جهاز المخابرات عددًا من الإغتيالات كاغتيال الشيخ طالب سهيل التميمي في بيروت في نيسان عام (ألف وتسعمئة وأربعة وتسعين) ، و الدكتور. إياد حبش في روما في تشرين الثاني من عام (ألف وتسعمئة وستة وثمانين ) ، ومهدي الحكيم في السودان وذلك في كانون الثاني عام (ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين) و جورج بوش الأب عند زيارته الكويت في نيسان عام (ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين) والتي أسفرت عن قصف انتقامي لمقر المخابرات العراقية في بغداد في السادس والعشرين من حزيران للعام ذاته من قبل الطائرات الأمريكية. رسميا، كانت المخابرات العراقية تابعة لوزارة الداخلية في العراق إلا أنها كانت تستلم أوامرها من مجلس قيادة الثورة.
مع الغزو الأمريكي على العراق وسقوط بغداد ، تمّ حَلّ جهاز المخابرات العامة الّذي أسسه صدّام حسين مِن قِبل بول بريمر الّذي تولّى الرّئاسة المؤقته للعراق وبعد ذلك تمّ انشاء ما عُرِفَ بجهاز المخابرات الوطني
Ещё видео!