المرجع و الفيلسوف الاسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| من هم خلفاء النبي الاثنا عشر (7)
بالأمس قلنا بأنه ابن سعيد الطوفي أيضاً وقف عند هذه المسألة وهو انه من هم مصاديق أهل البيت في آية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس.
يتذكر الأعزة قلنا بأنّه حتى لو افترضنا أن هذا الإنسان متهم بالتشيع، فإنّه كما يقول المحقق وهو تحقيق الدكتور عبد الله ابن عبد المحسن التركي، مؤسسة الرسالة الذي هو من الوهابية والسلفية في المملكة العربية السعودية، في المقدمة في صفحة 16 المحقق وهو عبد العال عطوة يقول فإنّ شرحه لمختصر الروضة قد جاء كله جملة وتفصيلاً على أصول مذهب الحنابلة، ولا اثر للتشيع فيه في أي جزئية منه.
في المجلد الثالث عندما يصل إلى الآية المباركة وهي قوله تعالى (إنما يريد الله) يقول بأنه يوجد إشكال السياق، يقول لا نسلّم أن الآية في أهل البيت الذين تعنونهم، بل إنما وردت في نساء النبي بدلالة السياق، وهو قوله عز وجل يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة، إلى قوله يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن، إلى قوله واطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب، فخطاب أزواج النبي يكشف ما استدللتم به قبله وبعده، فكنّ مرادات منه، ولا يمكن غير هذا لان سياق الآيات السياق حجة، فإمّا على الخصوص يعني اختصاص الآية بنساء النبي فلا حجة لكم في الآية أصلا، هذا البحث أين يطرحه ابن سعيد الطوفي؟ وهو أن أهل البيت يعني أئمة أهل البيت أو علي والحسن والحسين، إذا خرجوا من الإجماع هل يؤثر في إجماع المسلمين أو لا يؤثر؟ يعني إذا وجدنا أنّ هؤلاء خالفوا وباقي المسلمين أجمعوا على شيء، فهل هو إجماع حجة أو ليس بحجة؟ بحث مهم، ابن سعيد الطوفي أن يقول بأن هؤلاء إذا خرجوا ينخرم الإجماع، بأي دليل؟ يريد أن يستدل بآية إنما يريد الله، فلهذا يقول فأما على الخصوص يعني أن الآية مختصة بنساء النبي وهذا قول يقول أساساً لا علاقة له بعلي وفاطمة والحسن والحسين، فلا حجة لكم في الآية أصلا، أصلاً هذه الآية ليست دالة على أن لهم مدخلية في حجية الإجماع، أو مع أهل البيت الذين هم العترة، فيلزم أن يُعتبر معهم في الإجماع أزواج النبي أيضاً، أما إذا قلنا أن الآية اعم تشير إلى هؤلاء وأزواج النبي، إذن الإجماع لابد يدخل فيه أيضاً أزواج النبي، لمشاركتهن لهم في إذهاب الرجس عنهم وهو باطل عندكم، فيقال الجواب عن الأول أن أهل البيت خاص، يعني دال على الحصر بمن سنذكره إن شاء الله عز وجل، وليس نساء النبي مرادات منه عموماً ولا خصوصاً، لا مختصة بنساء النبي ولا تشمل الآية نساء النبي مع علي وفاطمة والحسن والحسين، وذلك لوجهين:
الأول انه سبحانه وتعالى خاطب نساء النبي بضمير المذكر إلى أن يأتي محل الشاهد، قلت وقد أُجيب عن هذا بأن أهل البيت يتناول الوجه الثاني وهو الروايات الواردة التي عبر عنها العلامة الالوسي بأنها فوق حد الإحصاء، ما روي ما روي ما روي إلى أن يقول وفي الصحيحين، لمّا أراد مباهلة نصارى نجران شمل هؤلاء المذكورين بكساء، يستدل أيضاً بالروايات الواردة في ذيل آية المباهلة وجاء بهم ليباهل بهم وقال هؤلاء أهل بيتي وذلك حين نزل قوله قل تعالوا فدل ذلك كله على أن أهل البيت هم هؤلاء لا غير، إذن الآية ليست فقط أنها تشمل علي وفاطمة والحسن والحسين، كما يقول الالوسي أو الفخر الرازي انه شاملة لا مختصة بهؤلاء الخمسة، وليس النساء مرادات منه، فإن قلت أما دلالة السياق على أنّهن مرادات من الآية فإنّها وإن كان فيها بعض التمسك، وهذا أصل نحن أصّلناه فيما سبق، وهو انه إذا كان هناك سياق وكانت هناك أدلة نقلية قطعية مطمئنة الصدور من النبي، وتعارض حصل بين السياق وبين الدليل الروائي عن النبي، فأيهما يقد؟ باعتبار انه هذا الذي صدر من النبي أوضح وأصرح من ظهور الآية؛ لان السياق دلالته ظهورية، ولكن فعل النبي صلى الله عليه وآله ظهوري أو نص؟ نص فيقدم، فلهذا يقول لكن ذلك مع النصوص التي ذكرناها على أنّ أهل البيت خاص بهؤلاء، فلا يفيد، فالسياق ليس بحجة.
فإن قلت إذن لماذا جاءت الآية أو هذا المقطع من الآية جاء وسط هذه؟ يقول الآن يضرب تقريباً أربعة إلى خمسة أمثلة لبيان أنها جملة اعتراضية ولا علاقة لها بما قبلها وما بعدها، يقول والقرآن وغيره من كلام العرب يقع فيه الفصل بين أجزاء الكلام بالأجنبي، وبالجملة فاعتراضات العربية والتخلصات من كلام إلى كلام كثيرة في القرآن على أبدع ما يكون، حتى أن الإنسان يظن أن الجملتين المتواليتين منه في معنى ولكن وكل واحدة في معنى، ومن استقرأ ذلك ونظر فيه عرف، وحينئذٍ قوله إنما يريد وقع اعتراضاً وفصلاً بين أجزاء خطاب النسوة لما ذكرناه من السنة المبينة لذلك . هذا بيان ابن سعيد الطوفي.
الآن من حقك أن تسأل ما هو وجه المناسبة؟ قبلنا أنها جملة معترضة، لماذا هذه الجملة المعترضة جاءت بين هذه الآيات المختصة بنساء النبي كما في سورة الأحزاب؛ لان الآية قبلها يا أيها النبي قل لأزواجك، وبعدها أيضاً واذكرنّ ما يتلى في بيوتكن، يعني إنما يريد الله محفوف بما قبله وما بعده بنون النسوة، لماذا جاءت؟ هذا ما اشرنا إليه مفصلاً في كتاب العصمة وفي موارد أخرى، قلنا لان الآية تكلمت عن نساء النبي، فيتبادر إلى الذهن انه يشمل كل أهل النبي، فيشمل من أيضاً؟ فاطمة والحسن والحسين وعلي لأنهم كانوا يعيشون معه، فهنا هذا المقطع دخل مباشرة كان يقول أن هؤلاء لهم حكم يختلف عن نسائه، يعني المناسبة لا انه آية مقطوعة من مكان آخر جلبوها كما يقول في مكان آخر واقعاً بعض العوام، هذا معناه يسقط حجية القرآن، هذا يسقط سياق القرآن انه هذه مربوطة في مكان آخر عثمان جعلها هنا! لا، هذا محلها أين؟ لابد أن تأتي، يعني فإن قلت الهي هذا يشمل علي وفاطمة والحسن والحسين الله ماذا قال؟ قال لا لا لا هذا مختص هذه الأحكام بنساء النبي ولا علاقة له بعلي وفاطمة والحسن والحسين
Ещё видео!