#المتنبي
ابو الطيب المتنبي
لِكُلِّ امرِئٍ مِن دَهرِهِ ما تَعَوَّدا .. وعادَةُ سَيفِ الدَّولَةِ الطَّعنُ في العِدا
قال البرقوقي: يقول: كل امرئ يعمل بعادته، وما تعوده وتربى عليه، لا يتكلفه، وعادة هذا الممدوح أن يغزو أعداءه ويقتلهم ويطعنهم برمحه. جعله سيفاً ووصفه بالطعن، فكأنه جعله سيفاً ورمحاً
وأَن يُكذِبَ الإِرجافَ عَنهُ بِضِدِّهِ .. ويُمسي بِما تَنوي أَعاديهِ أَسعَدا
قال البرقوقي: وأن يكذب: عطف على الطعن – في البيت السابق- ويمسي: عطف على يكذب، وسكن الياء ضرورة، والإرجاف: توليد الأخبار الكاذبة التي يكون معها اضطراب في الناس. يقول: وعادته أن يكذب إرجاف عداته عنه بضد إرجافهم؛ فهم يرجفون بقصوره وفشله وهو يكذبهم بوفوره ، وهم ينوون معارضته فيتحرشون به فيكون ذلك سبب ظفره بهم، إذ يمتلك رقابهم وأموالهم فيصير أسعد مما كان . ويروى بدل "تنوي" تحوي: أي أنه أملك لما في أيديهم منهم، لأنه متى أراد احتواه
ورُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نَفسَهُ .. وهادٍ إِلَيهِ الجَيشَ أَهدى وما هَدى
قال البرقوقي: ضره: مصدر، وهو مفعول مريد. يقول: ورب عدو أراد أن يضره فضر نفسه بتحرشه به، وقاد إليه الجيش بنية الإيقاع به، فكان الجيش غنيمة له، فكأنه أهدى إليه هدية وضل بذلك عن القصد. فقوله أهدى: من الهدية، وما هدى: من الهداية
ومُستَكبِرٍ لَم يَعرِفِ اللهَ ساعَةً .. رَأى سَيفَهُ في كَفِّهِ فَتَشَهَّدا
قال البرقوقي: يقول: ورب كافر متكبر عن الإيمان بالله رآه والسيف في يده فآمن وأتى بكلمة الشهادة: إما خوفاً منه، وإما ظناً بأن دينه الحق حين رأى نور وجهه وكمال وصفه
هُوَ البَحرُ غُص فيهِ إِذا كانَ ساكِناً .. عَلى الدُّرِّ واحذَرهُ إِذا كانَ مُزبِدا
يقول هو بحر، فإذا كان ساكناً فغص فيه، وأستخرج منه الدّر، وإذا كان هائجاً مُزبدا فأحذره ولا تقربه، فتغرق فيه. يعني: استمنح منه الرغائب في حال السلم، وأحذر من أن تلقاه محارباً، فإنه يهلكك. وهو وقوله:
سَلْ عَن شَجاعَتِهِ وزُرهُ مُسَالِماً .. وحذار ثم حذار منه محارباً
Ещё видео!