هؤلاء الأشخاص تلاعبوا بأسواق المال وربحوا من ورائه ملايين الدولارات، لكن بالنهاية تمت معاقبتهم إما بالسجن أو مصادرة الأموال، جمعهم أسلوب واحد هو "الضخ والتفريغ بأسواق المال" فما قصتهم وما مفهوم الضخ والتفريغ؟
"جوردن بلفورت Jordan Belfort" أشهر محتال في تاريخ البورصة الأمريكية، تحولت قصته لفيلم عام 2013 بعنوان "ذئب وول ستريت"، في أواخر الثمانينيات، اشترى "بلفورت" أسهما في شركات وحاول إقناع المستثمرين بشراء أسهم هذه الشركات من خلال شركته "سترتون أوكمونت Stratton Oakmont" للوساطة المالية،
وذلك بإعطائهم معلومات مضللة عن الواقع المالي لتلك الشركات والتي ترفع من قيمة أسهمها ومع الإقبال عليها ارتفعت الأسهم بشكل مبالغ فيه، ليبيعها "بلفورت" فورا ويجني أموالا طائلة،
ومع الوقت تراجعت هذه الأسهم وفقدت قيمتها بشكل كبير لكن بحلول عام 1992 واكتشفت هيئة الأوراق المالية الأمريكية تلاعبه بأسواق المال وبعام 2003 حكم عليه بالسجن 4 سنوات وأجبر على سداد نحو 100 مليون دولار للمستثمرين الذين خدعهم
أما "جوناثان ليبيد Jonathan Lebed" أصغر متلاعب في البورصة الأمريكية احتلت قصته عناوين الصحف حول العالم فبدأ التلاعب بالأسهم منذ بلوغه عمر 13 عاما، وجنى أرباحا بنحو 800 ألف دولار قام "ليبيد" بنشر مئات الرسائل للمتداولين عبر غرف الدردشة على الإنترنت، عبارة عن توصيات مزيفة مصحوبة بالبيانات المالية للشركات، فأطلق على أحد الأسهم، بهدف تسويقه أنه "أكثر الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها في التاريخ"، ووصف سهما آخر "بالسهم القادم الذي يمكنه الارتفاع بنسبة 2000%" وذلك لخداع الضحايا بشرائها ثم يبيعها فورا بعد الإقبال عليها وارتفاع سعرها ليربح أموالا كثيرة تاركا هؤلاء الضحايا لمصيرهم المظلم،
ولسوء حظه اكتشفت هيئة الأوراق المالية الأمريكية، تلاعبه بالأسهم واتهمته بالاحتيال في عام 2000 وبدلا من اللجوء للمحكمة، وافق "ليبيد" على التسوية مع هيئة الأوراق المالية الأمريكية ودفع لها 285 ألف دولار حصل عليها من 11 صفقة
أما الكندي"ساندي وينيك "Sandy Winick، فجمع نحو 140 مليون دولار بين عامي 2008 و2013 من خلال الاحتيال على مستثمرين من 35 دولة حول العالم، إذ استحوذ على حصص كبيرة في أسهم 11 شركة، وبدأ الترويج لها ونشر مشاريع تجارية غير موجودة وعمليات اندماج غير حقيقية، عبر تطبيقات الهواتف المحمولة، والبيانات الصحفية المزيفة والمعلومات الكاذبة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لكنه في النهاية حكم عليه بالسجن ستة أعوام ونصفا عام 2016 ودفع تعويضات تقدر بنحو 7.5 ملايين دولار
فما مفهوم أسلوب الضخ والتفريغ في سوق الأسهم؟ وكيف تتجنبه؟
ببساطة هو أسلوب احتيال يستخدمه بعض المتداولين ليروجوا لأسهم يمتلكونها بأخبار مضللة عن ارتفاع متوقع لها وتوصيات مزيفة بالشراء عبر رسائل الهاتف أو الإنترنت، في محاولة لإقناع المستثمرين بشراء هذه الأسهم وتحقيق مكاسب منها وبمجرد ارتفاع سعرها نتيجة إقبال المستثمرين عليها، يبيعونها ويربحون أموالا ضخمة ما يتسبب في هبوط الأسهم، ومعاناة المستثمرين الضحايا من خسائر فادحة ولتجنب الوقوع في هذا الأسلوب لا بد أن تكون حذرا إذا وجدت شخصا ما، لا تعرفه يروج لسهم معين وينصحك بشرائه عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي اسأل نفسك: "لماذا قد يعطيني مثل هذه المعلومات المربحة ولا يبقيها لنفسه؟" وكن على ثقة أنه لا يمكنك تحقيق أرباح بهذه الطريقة ومن المهم قبل شراء أي سهم التأكد من وضع الشركة وإدارتها وبياناتها المالية وأدائها وأرباحها ومشاريعها المستقبلية، وهذا لن تعرفه إلا من خلال بحث ودراسة كافية حول السهم
Ещё видео!