حين تبحث في السير الذاتية لكبار العسكريين قل أن تجد من قضى مسارا يقارب الـ60 عاما بين البدلة والحذاء العسكريين والثكنات والتدريبات.. والمناورات والحروب وهو في عمر الـ76، استثناء نادر حققه رئيس الأركان الجزائري السعيد شنقريحة الذي لم يخلع بزته العسكرية المرصعة إلا لماما، لدرجة جعلته موضع تندر الجزائريين ممن قالوا مجازا إنه ”لا يعرف قلي بيضة لانشغاله حصرا بالمهام العسكرية“.
ولد الفريق السعيد شنقريحة، ثامن رئيس للأركان في تاريخ الجزائر، عام 1945 في مدينة القنطرة في ولاية بسكرة جنوب شرق الجزائر، وأمضى أغلب خدمته غرب البلاد وجنوبها وتدرج في الرتب والمهام من قائد كتيبة دبابات في الناحية العسكرية الثالثة إلى قائد لواء مدرع فرئيس أركان فرقة مدرعة في الناحية العسكرية الخامسة ليحصل على رتبة عميد في العام 1998، ثم لواء سنة 2003، قبل توليه قيادة القوات البرية الجزائرية في سبتمبر/أيلول 2018، فرئاسة أركان الجيش الجزائري في يوليو 2020 بعد فترة ”إنابة“ أعقبت وفاة ”الرجل القوي“ رئيس الأركان السابق أحمد قايد صالح.
وقبل هذا كله، استهل السعيد شنقريحة مساره المهني بالمشاركة في كفاح الجيش الشعبي الجزائري لتحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي ثم انخرط مباشرة في حرب ”الأشقاء“ التي انتهت باتفاقية ترسيم للحدود سنة 1972 وتنازل فيها المغرب عن مطالبه التاريخية أملا في دعم جزائري له بتحرير الصحراء.. هذه الصحراء التي ظلت “ لغما مزروعا“ ومأزقا تاريخيا في طريق التسوية النهائية السلمية وطي خلاف جزائري مغربي عمره نصف قرن إلا قليلا.
لم تشغل مواجهات الصحراء والحدود شنقريحة عن ملء جدوله الحربي الإقليمي بالمشاركة في حربي 1967 بين العرب وإسرائيل وما تلاها من استنزاف ثم رد الاعتبار في حرب 1973.. فجمع حروب المقاومة بالكلاسيكية والخاطفة فحرب التعقب لأوكار المجموعات الإرهابية في الجيوب الجبلية والصحراوية أثناء ما يعرف بـ“العشرية السوداء“ في الجزائر التي خلفت 200 ألف ضحية.
يتجنب شنقريحة الأضواء، لكنه كلما تكلم شغل الناس ففي نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أطلق في كلمة أمام عسكريين بوهران ”قذائف كلامية“ واضحة ودقيقة نحو الجار المغربي متهما الرباط بالتمادي في ما أسماه ”حبك المؤامرات والدسائس وإطلاق حملات من الدعاية الهدامة من أجل تحجيم الجزائر“، محذرا من أن ”أي استهداف للجزائر سيواجه بحزم بالغ“، تصريح عدته وسائل إعلام مغربية بمثابة ”إعلان حرب“ مبطن بعد قطع الجزائر من جانب واحد علاقاتها مع المغرب.
لا تنظر المغرب الرسمية ولا الشعبية إلى شنقريحة بعين الارتياح، فكثيرا ما يقدم على أنه من العسكريين الأكثر عدوانية تجاهها، وهو في المقابل يعتبر الرباط ”عدوا كلاسيكيا“ ولا يتردد في تكرار أن الصحراء الغربية التي تعتبرها المغرب جزءا من سيادتها ”أرض مغتصبة دون وجه حق“.
وفي المقابل يحمل الإعلام الفرنسي شنقريحة مسؤولية إغلاق باب ملف ”مصالحة الذاكرة“، إذ لا تمر كلماته النارية عادة دون استذكار تضحيات الجزائرين وسيلان دم مليون ونصف المليون شهيد في حرب التحرير، ولم يمنح الرجل لا في لقاءاته الرسمية ولا خارجها فرنسا أي مساحة لـ“غسل سمعتها“، وإن ظل يطالبها بتسليم خرائط طوبوغرافية لمواقع ”جرائمها النووية“ في صحراء الجزائر.
الفريق السعيد شنقريحة، يناديه أفراد الجيش تحببا ”الشنق“، ويوصف بأنه جنرال صارم، تنسج حوله روايات من قبيل أنه ابتسم مرة واحدة ”مجاملة“ يوم زواجه، عدا ذلك تظهره الصور جديا ذا تعابير جسمية حازمة.
-----------------------------------
إشترك في قناة إرم نيوز : [ Ссылка ]
-----------------------------------
تابعنا على:
موقعنا: [ Ссылка ]
غوغل نيوز: [ Ссылка ]
تويتر: [ Ссылка ]
فيسبوك: [ Ссылка ]
الانستغرام: [ Ссылка ]
لينكد إن: [ Ссылка ]
-----------------------------------
#إرم_نيوز
#Erem_News
#الجزائر #السعيد_شنقريحة
![](https://i.ytimg.com/vi/Ava2WyB4tnk/mqdefault.jpg)