"الصين في وضع قوي عندما يتعلق الأمر بتطوير الذكاء الاصطناعي، أعتقد أن الصين ستمتلك قدرة ذكاء اصطناعي قوية جدا - هذا هو توقعي".
تصريحات أطلقها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي بمقاطعة شنغهاي الصينية خلال يوليو ألفين وثلاث وعشرين.
من الروبوت والتعرف على الوجه إلى تقديم إجابة على سؤال مثل تشات جي بي تي، واختيار الموظفين في الشركات يقتحم الذكاء الاصطناعي العديد من المجالات حول العالم، لكن كيف تستخدمه الصين؟
بهدف أن تصبح الصين دولة رائدة في الذكاء الاصطناعي، أسهم باحثون صينيون بثمانمئة وخمسين ورقة بحثية تتعلق بهذا المجال بين عامي ألفين وثمانية عشر وألفين واثنين وعشرين،
وتنفق الصين مبالغ ضخمة على الذكاء الاصطناعي، قد تصل إلى أربعة عشر مليارا وثمانمئة مليون دولار بنهاية ألفين وثلاث وعشرين وستة وعشرين مليارا وأربعمة مليون دولار بحلول ألفين وست وعشرين.
أيضا الصين لديها قواعد أقل صرامة حول الخصوصية بالمقارنة مع الولايات المتحدة فهي تجمع المعلومات بالتعرف على الوجوه عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في كل مكان في الصين.
وبالتالي تخيل كمية المعلومات التي استفادت منها الصين في مجال تكوين الصور عبر الذكاء الاصطناعي
الصين أيضا ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان بحوالي مليار واحد وأربعمئة مليون شخص ما يجعلها تمتلك قاعدة مستهلكين كبيرة جدا
ولديها قطاع إنترنت قوي وتقريبا غالبية سكان الصين يستخدمون تطبيق وي تشات لكل شيء من إرسال الرسائل إلى حجز مواعيد الطبيب وتقديم الضرائب
نتيجة لذلك، تمتلك الصين ثروة من المعلومات حول الأفراد والتي يمكن استخدامها وتحليلها عبر الذكاء الاصطناعي ومعرفة تفضيلات المستهلكين لتحسين المنتجات والخدمات الصينية بطريقة لا تسمح بالمنافسة
كذلك تحصل شركات صينية على بيانات من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التكنولوجيا الأخرى وتحليلها للتعرف على عادات الإنفاق لدى الأشخاص من خلال برامج الذكاء الاصطناعي.
والأمر الذي يبدو مخيفا حقا تجارب الصين فيما يعرف بالمراقبة الجينية.
وهي تعني أن الحكومة الصينية تجمع عينات من الحمض النووي لجميع السكان في بعض المدن والمناطق الرئيسية وبشكل إجباري وتستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليله، وهو ما من شأنه أن يوفر للسلطات قدرا هائلا من المعلومات وسيطرتها على مواطنيها بقبضة من حديد
هذا ينطبق على الصينيين أنفسهم، لكن ماذا لو تم تحليل الجينات بالذكاء الاصطناعي لمواطني دولة أخرى؟
في هذه الحالة، يمكن للصين معرفة احتياج دولة أخرى لنوع من الأدوية في المستقبل بكميات كبيرة، وهو ما قد يساعدها على التحكم في سلسلة التوريد الخاصة بهذا الدواء وتحصيل مزايا تنافسية تمكنها من تعظيم مكاسب شركاتها على المنافسين.
وبحسب توقعات شركة ماكينزي الاستشارية، فإنه بحلول عام ألفين وثلاثين، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث ثورة في مختلف القطاعات الرئيسية في الصين للدرجة التي تضيف قيمة بنحو ستمئة مليار دولار سنويا.
وفي ظل تصاعد السباق بين الولايات المتحدة والصين نحو السيطرة على مجال الذكاء الاصطناعي وفي محاولة لكبح جماح النمو الصيني، فرضت الولايات المتحدة قيودا تمنع استثمار شركات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري في بعض قطاعات التكنولوجيا في الصين، مثل الحوسبة والذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات المتقدمة، بهدف وقف تحويل الدولارات الأميركية والخبرة التكنولوجية إلى الصين
كما منعت الولايات المتحدة شركة "إنفيديا" من بيع أشباه الموصلات لعملاء صينيين دون موافقة خاصة من الحكومة الأمريكية
وكرد انتقامي قامت الصين في يوليو ألفين وثلاث وعشرين بحظر تصدير معدن الغاليوم الذي تنتجه الصين بنسبة ثمانين بالمئة من الإنتاج العالمي ومعدن الجرماينوم، الذي تنتجه بنسبة ستين بالمئة والمعدنان يستخدمان في تصنيع الرقائق الإلكترونية فائقة السرعة وهي ضرورية في تطوير الذكاء الاصطناعي
