المرجع والمفكر الإسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (80)
قوله تعالى في سورة المائدة الآية 3, قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا} وما .. {ذَلِكُمْ فِسْقٌ} ثم جاءت هذه الآية {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} إلى أن قالت : {وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} جيد.
طيب تعلمون أن هذه الآية من الآيات التي وقع فيها كلامٌ كثير وخصوصاًِ هذه الجملة الواقعة بين ذلك الصدر وهذا الذيل, وهو {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ} طيب هذا المقطع مرتبط بهذا السياق غير مرتبط بهذا السياق, من أهم الأدلة على أن هذا المقطع من الآية لم يرتبط بالسياق هي الآية 172 من سورة البقرة -هذا من باب الفائدة وإلا خارج عن بحثنا- قال تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ} فلا إثم عليه, تلك الجملة موجودة أو غير موجودة؟ أبداً غير موجودة, أثرت على السياق أو لم تؤثر على السياق؟ أبداً, تجدون أن الآية نصها هناك فقط ذلك المقطع دخل في الوسط هناك هنا ذاك المقطع حذف كاملاً, ولو كان ذلك المقطع مرتبط بسياق الآية يقيناً كان رفعها من وسط الآية كاملاً يؤثر على جميع السياق وحيث أنه لا يؤثر إذن مرتبط به أو غير مرتبط به؟ غير مرتبط به.
ولذا جملة من الأعلام يقولون أن ذاك المقطع من الآية لا يرتبط لا بصدر الآية ولا بذيل الآية.
الآن هنا يبقى هذا السؤال وهو في علم العقائد وهو أنه: أساساً لماذا ما هي الحكمة أن الله سبحانه وتعالى يجعل هذه المقاطع مرتبطة أو بصدر وذيل لا علاقة له بذلك المقطع, ما هي الحكمة من ذلك؟ هنا يوجد اتجاهان: اتجاه يرى أن هذا الترتيب الموجود في الآيات لعله ليس ترتيباً لا إلهياً ولا نبوياً, كما أن ترتيب السور ليس هكذا ترتيب الآيات أيضاً ماذا؟ طيب نحن نعلم بأنه ترتيب السور نبوي إلهي أو لا نبوي ولا إلهي؟ لا إلهي ولا نبوي وإنما هم وضعوا الطوال إلى الأمام والقصار إلى الخلف وانتهت القضية, لماذا؟ ما أدري اذهب واسأل, بعض أيضاً يقول هذه الآية وأمثال هذه الآيات أيضاً من أولئك, هذه كانت آيات مستقلة ونزلت هكذا ولكنه عندما جمعوا القرآن وتلاعبوا بجمع القرآن في غير زمن الرسول, في الجمع الأول في الجمع الثاني في الجمع الثالث الذي حصل في زمن الخلفاء هؤلاء تلاعبوا بالقرآن كما يشاؤون, عندما نقول تلاعبوا بالقرآن كما يشاؤون ليس معناه أنه نقصوا من القرآن لا اعتقادنا أن القرآن ماذا؟ لم يحرف, وإنما تلاعبوا به من حيث التقديم والتأخير في السور, تلاعبوا من حيث التقديم والتأخير في الآيات, طبعاً هم ما كان عندهم غرض أنه يتلاعبون بالتقديم والتأخير في الآيات المرتبطة بقضية موسوى لا لا, هم عندهم شغل بالآيات المرتبطة بولاية أهل البيت يضعوها في مواضع, مثل ما أنت الآن, الآن واحدة من أهم مشاكلنا في قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} أهم مشكلة في الآية يعني الاستدلال في هذه الآية على طهارة وعصمة أهل البيت ما هو؟ أنها مرتبطة بنساء النبي لأن قبلها مرتبطة بنساء النبي وبعدها مرتبطة بالنساء, ولهذا ربعنا وجماعتنا صاعدين ونازلين كيف يخلصون هذا المقطع من صدر الآية ومن ذيل الآية, وإلى الآن استطاعوا أو ما استطاعوا؟ ما استطاعوا, لماذا؟ لأنه هذا ما يستطيع أحد أن يقول بأنه كذا وعشرات الآيات من هذا القبيل. هذا رأي.
طبعاً التلاعب الذي حاصل أكثر من ذلك, إذا قبلنا التفتوا -مع الاعتذار أنا خرجت قليلاً من البحث لأنه مهم- إذا قبلنا أن القرآن نزل على سبعة أحرف, الآن البعض ينكر الآن ما نريد أن ندخل في هذا البحث, إذا قبلنا أن القرآن نزل على سبعة أحرف يعني أنه كان يوجد في الآية قراءة هكذا قراءة هكذا قراءة هكذا, واقعاً كانت ثروة عظيمة عندنا في القراءات السبع يعني في فهم القرآن الكريم والوقوف على مضامين القرآن, لأنه لعله الآن منصوبة هذه لو كانت مضمومة لكانت كثيراً تعطينا رؤية أخرى, ولكنّه أيضاً قاتل الله الأوائل ماذا فعلوا؟ كل المصاحف التي كانت فيها قراءات ستة ماذا فعلوا بها؟ حرقوها, أنت الآن لو بينك وبين الله لو يوجد عندك طبعة جديدة من الكتاب تحتفظ بالطبعة القديمة, أي بشر, أنتم مسلمين, افترض أنه تريد أن توحد المسلمين على مصحف واحد, طيب احتفظ بالمتحف بنسخة تقول كان هكذا وأنا فعلت ماذا؟ لا أقل حتى تبين قيمة عملك تقول انظروا الحمد لله رب العالمين انظروا ماذا كان وانظروا ماذا فعلت الآن, عند ذلك نحن متهمين بالتحريف, الذين يحرقون ست قراءات ست مصاحف إن صح التعبير ستة مصاحف بستة قراءات يحرقونها هؤلاء ليسوا أهل تحريف. طبعةً قاعدةً وهذه واحدة من مشاكلنا هذا اجعلوها في الحاشية هذا الذي لا ربط له بالمتن, بكرة عندما تقررون هذه المطالب اجعلوها أين؟ اجعلوها في الحاشية.
أخواني الأعزاء, كثير من الصحابة عندما النبي’ كان يقرأ الآية مباشرة كانوا يسألون رسول الله {لتبين للناس ما نزّل إليهم} هذا أيضاً لا يوجد عنده ورق وقلم وكمبيوتر و.. طيب عنده المصحف بيده وافترض خمس صفحات من سورة البقرة ويقرأ آيتين ورسول الله أيضاً ماذا يبين ماذا يفعل؟ يكتب حاشية, هذه نزلت في فلان, هذه صارت فلان, هذه وردت فيها رواية, كل المصاحف التي للصحابة التي فيها حواشي وروايات عن رسول الله أيضاً ماذا فعلوا بها؟ حرقوها.
![](https://i.ytimg.com/vi/FeI0HNAGV1Q/mqdefault.jpg)