السؤال : فَضِيلَةْ الشِّيخْ ، هل يجوز السماح للكفار الدخول في جزيرة العرب التي حرم النبي صلى الله عليه وسلم دخول الكفار إليها ، وذلك بحجة توصيلهم للحق ، وإسماعهم لكلام الله ؟! وهل يستثنى هذا الحكم من حكم التحريم ، علمًا بأن كثيرًا من المسلمين احتجوا بذلك ؟!
الجواب : نعم ، يجوز دخولهم لمصلحة ، إما من أجل أن يسمعوا كلام الله أو يسمعوا الإسلام ، ويتحققوا منه ، إذا طلبوا ذلك يُسمح لهم ، لأن هذا لمصلحة عظيمة ، أو جاءوا بسفارة أو برسالة إلى ولاة الأمور من قِبَل دولهم ، لأن هذا لمصلحة المسلمين ، أو جاءوا بتجارة يجلبون تجارة ويُسوِّقونها في بلاد المسلمين ، لأن هذا مصلحة المسلمين ، أو جاءوا لعمل ، استقدمهم المسلمون من أجل عملٍ لا يُحسنه إلا هم ، وهو لمصلحة المسلمين ، كل هذا مأذون فيه ، لأنه لمصلحة المسلمين .
إنما الممنوع أن يدخلوا ويستوطنوا ويتملكوا في جزيرة العرب وهم على كفرهم ، أما قدومهم من أجل المفاوضات ومن أجل عقود التجارة والصناعة وما أشبه ذلك ، فهذه أمور من مصالح المسلمين ، فيُؤذن لهم من أجلها ، لأن المشركين كانوا يأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة ، ويدخلون عليه في المسجد ، ويتفاهمون معه ، ويأتونه بالرسائل من قِبَل ملوك الكفرة ، والرسول صلى الله عليه وسلم يأذن لهم ، هذا كله لمصالح المسلمين .
ما هو بمعناه أن جزيرة العرب يُحط عليها سور ، ويُقال لا يدخلها أحد ، أجل كيف تكون الدعوة إلى الإسلام ؟! وكيف يكون مصالح المسلمين ؟! كيف تقوم مصالح المسلمين تجارتهم وأعمالهم ؟! نعم ، هذا هو ما معقول ، إنما الممنوع أنهم يأتون ويستوطنون فيها من غير دعوة ومن غير عقد أمان ، ومن غير مصلحة للمسلمين يجلسون فيها ، ويتملكون ويصيرون من أهلها ، هذا هو الممنوع .
Ещё видео!