لماذا يمكن أن تتواجه ألمانيا في حرب مع روسيا؟ وكيف تغيرت عقيدة ألمانيا العسكرية من الاستسلام والتخلي عن بناء جيش؟ إلى السعي لبناء جيش قوي؟
#منصة_أكثر #سياسة_لس #politicsless
هل ستنشب حرب بين ألمانيا روسيا؟
تعالوا نعرف القصة
بعد معاناة أوروبا من الجيش النازي
وخاصة في الاتحاد السوفييتي
ثم هزيمة ألمانيا بالحرب العالمية الثانية وتقسيمها بين شرقية وغربية
ومنع الحلفاء ألمانيا الغربية من تكوين جيش
وتكفلهم بمسؤولية الدفاع عنها وباقي أوروبا من التمدد السوفييتي الشيوعي
فقاموا بتشكيل حلف شمال الأطلنطي "الناتو" بقيادة أميركا عام 1949
مع الأيام سمح الحلفاء حوالي العام 1955 لألمانيا الغربية تكوين قوة دفاع
.. بعد سقوط جدار برلين واتحاد الألمانيتين
انضمت قوات "جيش الشعب" Volksarmee بألمانيا الشرقية لقوة الدفاع الغربية
وتحولتا لجيش فيدرالي تحت لواء الBundeswehr
وصل لحوالي النصف مليون
لكن ألمانيا ظلت متمسكة بحماية الناتو
فهي تخلت طواعية عن قوتها
خوفا على نفسها وعلى أوروبا من بناء جيش قوي وعودة النازية
وهذا سر لم يخفيه سياسيوها وعلى رأسهم المستشارة السابقة أنغيلا ميركل
.. في العام 2006 بدأت ألمانيا خفض عدد قواتها وميزانية التسلح
وأصبح الانضمام لقوتها الدفاعية التي لا يتجاوز عددها المئتي ألف
مبنيا على المتطوعين فقط
.. وحسب وصف تقرير ل New York Times
الانضمام للقوات المسلحة في أي بلد يشعر الجندي بالفخر
ولكن ليس في ألمانيا
لأن أي حديث عن القتال فيها يعيد للأذهان ويلات النازية
ليس هذا فقط دائما ما أثبتت التحقيقات تورط الجنود الألمان في الانضمام لحركات يمينية متطرفة
وآخرها قضية عام 2022 عرفت ب K.S.K اختصار Kommando Spezialkräfte
مما زاد في شعور الضيق من الخدمة
.. كل هذا تغير .. متى؟
بعد يوم واحد من حرب روسيا على أوكرانيا
انقلب المزاج العام
وخطب المستشار الألماني أولاف شولتز في البرلمان
قائلا إنه سيبني الجيش الأقوى في أوروبا
لتضج القاعة بالتصفيق
ورغم تأكيد شولتس أن بناء جيش ألماني قوي لن يخيف أوروبا
لأن القوات الألمانية تخلت عن التقاليد التوسعية النازية
وملتزمة بقيم الجمهورية البرلمانية الديمقراطية
إلا أن كلا من فنلندا والسويد وبولندا سارعت لطلب الانضمام للناتو
وخرجت الناطقة باسم الخارجية الروسيةMaria V. Zakharova
لتسأل السؤال الذي يدور في رأس كل العالم
"ماذا بعد"؟ .. التاريخ يخبرنا ماذا سيحدث"
في إشارة إلى ماضي ألمانيا وهول جرائمها
فالروس لم ينسوا أكبر اجتياح في التاريخ على أراضيهم في عملية بارباروسا عام 41
وأخيرا
عاد كل هذا الجدل للتجدد بعد أن أعلنها شولتز صراحة بفبراير 2024
بأن على أوروبا الاستعداد لحرب قادمة مع روسيا خلال سنوات!!
قربت هذه المواجهة مساندة ألمانيا وباقي أوروبا لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا
