#المتنبي
ابو الطيب المتنبي
وما الدَّهرُ إِلَّا مِن رُواةِ قَصائِدي .. إِذا قُلتُ شِعراً أَصبَحَ الدَّهرُ مُنشِداً
قال البرقوقي: جعل شعره في حسنه كالقلائد التي يتقلد بها، يقول: إن الدهر من رواة شعري لأن الناس جميعاً يروونه ويتناشدونه في كل وقت، فكأن الدهر كله إنسان ينشد شعري، ويروى بدل قلائدي: قصائدي.
فَسارَ بِهِ مَن لا يَسيرُ مُشَمِّراً .. وغَنّى بِهِ مَن لا يُغَنّي مُغَرِّدا
يقول: يسير بشعري من ليس عادته السير، يهديه إلى غيره، وكذلك يغني به تطريباً وتغريداً من لم يكن شانه الغناء، لحسنه وموافقته للطباع، فيحمل كل سامع على الاستماع، ويحمل كل أحد على الإنشاد
أَجِزني إِذا أُنشِدتَ شِعراً فَإِنَّما .. بِشِعري أَتاكَ المادِحونَ مُرَدَّدا
قال البرقوقي: يقول: إذا أنشدك شاعر شعراً فاجعل جائزته لي، لأن الذي أنشدت إنما هو شعري أتاك به المادحون يرددونه عليك. يعني أنهم يسلخون معاني أشعاري فيك، ويأخذون ألفاظي فيأتون بها إليك
ودَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني .. أَنا الطَّائِرُ المَحكِيُّ والآخَرُ الصَّدى
قال البرقوقي: الصدى: الصوت الذي يجيبك من الجبل وغيره، كأنه يحكي قولك وصياحك، وهذا مثل. يقول: لا تحفل بشعر غير شعري، فإن شعري هو الأصل، وغيري كالصدى له
Ещё видео!