أما ربيعةُ فهي قبائلُ كثيرةٌ وقعت بينها حروبٌ داخليةٌ نتج عنها ستةُ كيانات :
تغلبُ وحلفاؤها غفيلة والنمر بلإضافة إلى بادية صغيرة من بقايا إياد.
ويقابلها بكرُ بنُ وائل وحلفاؤها عَنَزَةُ بن أسد وضُبيعةُ.
وهذان الكيانان هما المعنيّان في قول عمرو بن كلثوم التغلبي:
وكنَّا الأَيْمَنِينَ إذا التقَيْنا … وكانَ الأَيسرِينَ بَنو أبينا
فآبوا بالنِّهابِ وبالسَّبايا وأُبْنا بالملوكِ مُصَفَّدينا
فقيل : أستأثرتَ على بني أبيك!
وأهل اليمامة، وهم كيان ربعيّ متحد من شتى القبائل الربعية المتحضرة، يُطلق عليهم تجوّزاً (بنو حنيفة) لأن العدد والزعامة فيهم لبني حنيفةَ من بكرِ بن وائل.
قَالَ مُوسَى بْنُ جَابِرٍ الحنفي:
وجَدْنا أَبانا كَانَ حَلَّ ببَلْدَةٍ سِوىً بين قَيْسٍ، قَيْسِ عَيْلانَ، والفِزْرِ
برابية أما الْعَدو فحَوْلَنَا مُطيفٌ بِنَا فِي مثل دَائِرَة المُهْرِ
فلمّا نأت عَنَّا الْعَشِيرَة ُ كلُّهَا أقمنا وحالفنا السيوفَ على الدَّهْرِ
فهؤلاء أهل اليمامة.
ثم عبدُ القيس وهي متحضرة بالبحرين وقاعدتها هَجَر.
أما أكلبُ فتيامنت وحالفت شهران وناهس وجاء الإسلام وهي جزء من خَثعمَ القحطانية، فهي ربعيّة الأصل خثعمية الداعية، أي تجيب الداعي إذا دعى في الحرب يآل خثعم.
قال عامر بن الطفيل في معركة فَيفِ الريح:
أتَوْنا بِشَهْرَانَ العريضةِ كلها وأكْلُبِها في مثل بكرِ بن وائلِ
وَسَعَّت شُيوخُ الحَيِّ بين سُوَيقَةٍ وبين جَنوبِ القَهرِ مَيلَ الشَمائِلِ
فلو كان جَمعٌ مِثلُنا لَم يَبُزَّنا ولكن أتانا كُلُّ جِنٍّ وخابِلِ
وخَثْعَمُ حَيٌّ يُعْدَلُونَ بِمَذْحِجٍ وهل نحن إلا مثلُ إحدى القبائلِ
و تيامنت عنزُ بن وائل ونزلت بِشَعَفِ السَّراة من ظهر جُرَش وحالفت خثعمَ دون أن تدخل فيها .
فهذه قبائل ربيعة ودواعيها في العصر النبوي.
