إذا قرأت في الكتب المفتراة للذين ادعوا النبوة وجدت تمجيدا لذواتهم. بينما وأنت تقرأ القرآن تدرك بوضوح أنه خطاب من ربٍّ لعبد.
وبِضِدِّها تتميز الأشياءُ
إذا قام رسول الله بأمر عظيم فإن القرآن ينسب الفضل إلى الله تعالى وحده، ويبين في المقابل ضعف رسول الله لولا تثبيت ربه وهدايته له.
بعد غزوة أحد وفرار عامة الصحابة عن رسول الله وتركه للمشركين الذين كانوا سينكلون برسول الله لولا تنجية الله له، عاد رسول الله إلى المدينة، فما عاتب الصحابة ولا وبخهم، بل لان معهم ورحمهم. موقف عظيم بالفعل! فبماذا وصفه القرآن؟: (فبما رحمة من الله لنت لهم)...إنما كانت هذه رحمة وتوفيقا من الله يا محمد، لا من عند نفسك.
وتقرأ أيضا: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا). فالفضل كله لله وحده، وإن أصابتك سيئة يا محمد فإنما هي من نفسك!
وكذلك قوله تعالى: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا (74) إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا (75) ) (الإسراء).
لولا تثبيت الله لك يا محمد لركنت إلى الكفار شيئا قليلا مع شدة ضغوطاتهم، فنفسك البشرية وحدها ضعيفة. وإنما ثباتك من الله وحده. ولو حصل هذا الركون والميل القليل فلا تظنن يا محمد أن لك حصانة من العذاب! بل لأذاقك الله ضعف العذاب في الحياة وضعف العذاب عند الممات ولن تجد من ينصرك من الله ويدفع عنك عذابه.
العجيب أن الركون والميل القليل لم يقع أصلاً، بل ثبت رسول الله أشد الثبات وكان ذلك ظاهرا للناس.
فلو كان القرآن من عند رسول الله فلماذا يظهر ضعفا كان سيقع لولا تثبيت خارجي؟ لماذا يتحدث عن حالة افتراضية خلاف الظاهر من قوة رسول الله وثباته ليشير إلى أن هذا كله ليس من عند رسول الله بل بتثبيت ربه له؟ ثم يهدده لو أن هذه الحالة الافتراضية –التي لم تقع- حصلت؟
إنه خطاب رب لعبد. ومن لم يتعامَ كفته هذه. اسمع الآية الآن واستشعر هذا المعنى العظيم.
[ Ссылка ]
الحساب على التويتر:
@EYADQUNAIBI
![](https://i.ytimg.com/vi/MVxjj6fdx6M/mqdefault.jpg)