الحالة: الأحداث النقابية يوم 26جانفي 1978
الاسم: زهير بلخيريّة
مقدم الحالة: الضحية
تعريف الضحية
زهير بن الهادي بن محمد بلخيريّة من مواليد 25 أوت 1956 بسوسة، مصوّر زمن الواقعة ومكلّف بتغطية أنشطة المكتب الجهوي للاتحاد بسوسة.
الوقائع
بتاريخ 25 جانفي 1978، اتصل الحبيب بن عاشور الكاتب العام للمكتب الجهوي للاتحاد بسوسة بزهير بلخيرية بصفته مصورا ودعاه للقيام بتصوير وتوثيق يوم الاضراب المقرر ليوم 26 جانفي 1978.
صبيحة يوم 26 وأثناء تواجده بمقر الاتحاد الجهوي بسوسة صحبة مجموعة من النقابيين تولى أعوان الأمن بالاستعانة بالجيش الوطني محاصرة المقر ومنعهم من المغادرة.
وفي الليلة الفاصلة بين يوم 26 جانفي و27 جانفي طلب أعوان الأمن من النقابيّين (الذي تجاوز عددهم المائة) مغادرة الاتحاد في هدوء ودون مقاومة ولن يقع تعنيفهم، وبمغادرتهم وقع الاعتداء عليهم وايقافهم.
نقل زهير بلخيريّة إلى مقر منطقة الأمن بسوسة والتي تبعد بضعة أمتار على دار الاتحاد وتم حجز آلات التصوير وكل الصور التي التقطها.
تعرض أثناء بحثه واستنطاقه الى شتى أنواع التعذيب من ضرب وتعليق وأجبر على إمضاء محضر الاستنطاق تحت وطأة الاكراه.
النتائج
عُرض زهير بلخيريّة بتاريخ 21 فيفري 1978 على قاضي التحقيق الأول بالمكتب الثاني لدى المحكمة الابتدائية بسوسة الذي أصدر في شأنه بطاقة إيداع بالسجن.
وبعد استكمال أبحاثه، قرر السيد قاضي التحقيق بتاريخ 27 جوان 1978 ختم البحث في القضية التحقيقية وتوجيه ملف القضية إلى دائرة الاتهام التي أصدرت قرارا تحت عدد 7822 بتاريخ 26 جويلية 1978 بإحالة المتهمين على الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة. بعد ستة أشهر من الاحتفاظ أحيل على أنظار الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة والتي أصدرت بعد توالي الجلسات حكما في القضية عدد 3067 بتاريخ 15/08/1978 يقضي بالتخلي لفائدة محكمة أمن الدولة لخروج القضية عن أنظارها.
أفرج عنه مؤقتا من سجن إيقافه يوم 2/9/1978.
تعهد السيد قاضي التحقيق بمحكمة أمن الدولة بملف القضية التي رسمّت تحت عدد 29 وانتهى بحفظ التهمة في حقه لعدم توفر أركانها بتاريخ 8 نوفمبر 1978.
الحالة: الأحداث النقابية يوم 26 جانفي 1978
الاسم: حسين الكوكي
تعريف الضحية
المرحوم حسين بن أحمد بن عمر الكوكي من مواليد 28/12/1942 بأكودة من ولاية سوسة، عمل كاهية رئيس مصلحة بشركة تأمين الإتحاد ونشط صلب الإتحاد العام التونسي للشغل وكان مسؤولا جهويا للجامعة العامة للبنوك والتأمين والمؤسسات المالية.
الوقائع
شارك المرحوم حسين الكوكي في مسيرة سلمية يوم 13 أكتوبر 1977 نظمها الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة للتنديد بتدخل الجيش والاستعمال المفرط للعنف ضد احتجاجات عمال قطاع النسيج بمدينة قصر هلال والذي أسفر عن عدد كبير من الموقوفين والجرحى. تم قمع المسيرة من طرف قوات الأمن وإيقاف عدد من القيادات النقابية الجهوية من بينهم المرحوم حسين الكوكي وتم إقتيادهم لمنطقة الأمن الوطني بباب بحر سوسة حيث تعرضوا لشتى أنواع العنف والتعذيب لينقل المرحوم فيما بعد صحبة عدد من النقابيين للسجن المدني بسوسة، أين تم التنكيل بهم وتعذيبهم تحت إشراف مدير السجن المدني بسوسة، ليطلق سراحهم بعد مدة دون محاكمة.
كان المرحوم حسين الكوكي مسؤولا جهويا للجامعة العامة للبنوك والتأمين والمؤسسات المالية بسوسة، وبالرغم من حداثة التحاقه بالعمل النقابي فقد كان يتقد حماسا وينشط بصفة مكثفة بأنشطة الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة، وقد شارك صحبة القيادة الجهوية للشغل في الإضراب العام المقرر ليوم 26 جانفي 1978، ولكن النظام قام بمحاصرة مقر الإتحاد الجهوي بالاستعانة بوحدات التدخل ليشن فيما بعد حملة اعتقالات واسعة طالت كل أعضاء المكتب الجهوي للشغل بسوسة، ومن ضمنهم القيادي النقابي الجهوي الشاب حسين الكوكي وتم اقتيادهم لمنطقة الأمن الوطني بسوسة. ثم اقتيد صحبة العديد من رفاقه النقابيين مثل زهير بلخيرية ومحسن الشاوش لثكنة الجيش بمدينة سوسة ليقضوا 11 يوما بزنزانة لا تتعدى مساحتها 3 م2 يفترشون الأرض. وبتاريخ 09 فيفري تم نقلهم لمنطقة الأمن الوطني بباب بحر سوسة ليمارس على المرحوم حسين الكوكي شتى أنواع التعذيب. فقد عُلَّق عاريا في غرفة مظلمة ليعذب ويهان ويذل. ويذكر رفيقه بالإيقاف زهير بلخيرية أن المرحوم حسين الكوكي، قد اقتيد للبحث لتوثق يداه ورجلاه بحبل سميك بعد أن أسنده الأعوان إلى عصا ليتأرجح بين طاولتين، وينهالوا عليه بالضرب والركل حتى إذا فقد وعيه سكبوا عليه الماء البارد ليستعيد أنفاسه، ولتتواصل معه جولة أخرى من التعذيب. ويستطرد زهير بلخيرية ليذكر أن المرحوم حسين الكوكي كان يعود للزنزانة حبوًا - من شدة - الألم ليفترش الإسمنت البارد. وظل يعاني من غياب الماء الصالح للشراب لأيام رغم ظمأه الشديد، وبتاريخ 15 فيفري 1978 أصيب بحمّى شديدة جعلته لا يقوى على الوقوف وألحّ في طلب قشرة من البرتقال ليضعها على صدره وجبينه علها تخفف من حدة آلامه. وازدادت حالته الصحية تدهورا وتغيرت ملامح وجهه عندها.
وقد تولى ثلاثة أطباء، من بينهم الدكتور الطاهر عبد الرحيم، تشريح جثة المرحوم حسين الكوكي ولاحظوا وجود ثقب بجانب الثدي الأيمن وآخر بذراعه اليسرى مع آثار زرقة بسطح الجلد على الظهر والكتفين.
النتائج
سعت السلطة لادعاء أن وفاة حسين الكوكي كانت طبيعية، ولم تحصل بسبب التعذيب الذي مورس على جسد النقابي الشاب بأحد مراكز الشرطة بمدينة سوسة إبان الخميس الأسود. ولم تثر السلطات القضائية أي تتبعات جزائية بخصوص وفاة حسين الكوكي تحت التعذيب، لكن عند محاكمة قيادة الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة في القضية الجنائية عدد 3067 وبتاريخ 15 أوت 1978 بالدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة وخلال مرافعة المحامي الشاب آنذاك المرحوم هشام بن َللونة تطرق للتعذيب الذي تعرض له الموقوفون وخاصة المرحوم حسين الكوكي وأثبت باستقراء معمق للشهادات الطبية أن التعذيب الذي مورس عليه هو السبب المباشر للوفاة.
![](https://i.ytimg.com/vi/U2UxNYr7GHo/maxresdefault.jpg)