ذو القرنين هو ملك أو زعيم عادل وقوي أعطاه الله القوة والسلطة على الأرض. يُشير اسمه "ذو القرنين" إلى أنه كان يرتدي قرنين، والتفسير الشائع هو أنه كان يرتدي قبعة أو تاجًا بهما قرنين.
قصة ذو القرنين تروي أنه سافر في رحلة إلى الغرب والشرق وأنشأ حصونًا وأقام حواجز لحماية الناس من الأمم الشريرة والفتن التي تهددهم. كما ذكرت القصة أنه واجه مشكلة مع قوم يعبدون الشمس وأنه قام ببناء حاجز من الحديد لحماية هذا القوم من الشمس المحرقة.
تشتهر قصة ذو القرنين بأخلاقه الحسنة وحكمته. وعندما سأله الناس عن سر قوته وسلطته، أجاب بأنها نعمة من الله وأن الله هو الذي يمنح القوة والسلطة لمن يشاء.
على مر العصور، ظهرت العديد من الروايات والتفاسير المختلفة حول هوية ذو القرنين ومكان وزمان قصته. ومن المعروف أنه قد تم تأويله بأشكال مختلفة في العديد من الثقافات والتقاليد. ومع ذلك، تبقى القصة المذكورة في القرآن الكريم هي المصدر الأساسي لمعرفتنا بذو القرنين في الإسلام.
تروي القصة عن وجود شعبين شريرين يُعرفان بأسماء ياجوج وماجوج. وفي الإسلام، يُذكر في القرآن الكريم في سورة الكهف (الآية 96-98) أن ياجوج وماجوج هما شعب يُعتقد أنهما محبوسان وراء حاجز من حديد ونحاس، وأنهما سيتم إطلاقهما في نهاية الزمان ليُسببا الفساد والدمار في الأرض.
وفقًا للقصة، يُقال أن ياجوج وماجوج سينهضان في آخر الزمان وسيُفتح لهما الحاجز الذي يحبسهما. وبمجرد أن يُطلق سراحهما، سينزلان على الأرض ويبدأان في إحداث الفوضى والتدمير. سيغزوان الأراضي ويقتلان الناس ويسرقان الممتلكات. وسيكون من الصعب على الناس مواجهة ياجوج وماجوج نظرًا لعددهما الهائل.
وفي الإسلام، يُعتقد أن النبي عيسى (عليه السلام) سيظهر قبل نهاية الزمان وسيقود الجيش الذي سيقاتل ياجوج وماجوج ويهزمهما. سيُدمر ياجوج وماجوج ويُقتلون جميعًا، وبعد ذلك ستعم السلام والعدل في الأرض.
فيما يتعلق ببناء السد، فتُشير بعض التفاسير والقصص التي ترويها الأديان السماوية إلى أن ذو القرنين قد بنى سدًا لحماية الناس من قوم يسمونهم "يأجوج ومأجوج". ووفقًا للتفسير الإسلامي، قد تم تصوير يأجوج ومأجوج كشعوب بربرية وعنيفة تسببت في الفساد والتخريب في الأرض. وقد أمر الله ذو القرنين ببناء سد من الحديد والنحاس لمنع اقتحام يأجوج ومأجوج للأراضي المأهولة.

свернуть