وقال يمدحُ سيف الدّولة ويعتذر إليه، وذلك في شعبان سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة:
1.
أَجَابَ دَمْعِي وَمَا الدَّاعِي سِوَى طَلَلِ
دَعَا فَلَبَّاهُ قَبْلَ الرَّكْبِ وَالإِبِلِ
2.
ظَلِلْتُ بَيْنَ أُصَيْحَابِي أُكَفْكِفُهُ
وَظَلَّ يَسْفَحُ بَيْنَ العُذْرِ وَالعَذَلِ
3.
أَشْكُو النَّوَى وَلَهُمْ مِنْ عَبْرَتِي عَجَبٌ
كَذَاكَ كُنْتُ وَمَا أَشْكُو سِوَى الكِلَلِ
4.
وَمَا صَبَابَةُ مُشْتَاقٍ عَلَى أَمَلٍ
مِنَ اللِّقَاءِ كَمُشْتَاقٍ بِلا أَمَلِ
5.
مَتَى تَزُرْ قَوْمَ مَنْ تَهْوَى زِيَارَتَهَا
لا يُتْحِفُوكَ بِغَيْرِ البِيْضِ وَالأَسَلِ
6.
وَالهَجْرُ أَقْتَلُ لِي مِمَّا أُرَاقِبُهُ
أَنَا الغَرِيقُ فَمَا خَوفي مِنَ البَلَلِ؟!
7.
مَا بَالُ كُلِّ فُؤَادٍ فِي عَشِيرَتِهَا
بِهِ الَّذِي بِي وَمَا بِي غَيْرُ مُنْتَقِلِ
8.
مُطَاعَةُ اللَّحْظِ فِي الأَلْحَاظِ مَالِكَةٌ
لِمُقْلَتَيْهَا عَظِيمُ المُلْكِ فِي المُقَلِ
9.
تَشَبَّهُ الخَفِرَاتُ الآنِسَاتُ بِهَا
فِي مَشْيِهَا فَيَنَلْنَ الحُسْنَ بِالحِيَلِ
10.
قَدْ ذُقْتُ شِدَّةَ أَيَّامِي وَلَذَّتَهَا
فَمَا حَصَلْتُ عَلَى صَابٍ وَلا عَسَلِ
11.
وَقَدْ أَرَانِي الشَّبَابُ الرُّوْحَ فِي بَدَنِي
وَقَدْ أَرَانِي المَشِيْبُ الرُّوْحَ فِي بَدَلِي
12.
وَقَدْ طَرَقْتُ فَتَاةَ الحَيِّ مُرْتَدِيًا
بِصَاحِبٍ غَيْرِ عِزْهَاةٍ وَلا غَزِلٍ
13.
فَبَاتَ بَيْنَ تَرَاقِيْنَا نُدَفِّعُهُ
وَلَيْسَ يَعْلَمُ بِالشَّكْوَى وَلا القُبَلِ
14.
ثُمَّ اغْتَدَى وَبِهِ مِنْ رَدْعِهَا أَثَرٌ
عَلَى ذُؤَابَتِهِ وَالجَفْنِ وَالخِلَلِ
15.
لا أَكْسِبُ الذِّكْرَ إِلّا مِنْ مَضَارِبِهِ
أَوْ مِنْ سِنَانٍ أَصَمِّ الكَعْبِ مُعتَدِلِ
16.
جَادَ الأَمِيْرُ بِهِ لِي فِي مَوَاهِبِهِ
فَزَانَها وَكَسَانِي الدِّرْعَ فِي الحُلَلِ
Ещё видео!