تسبب بث حلقة على قناة جزائرية، في ردود فعل غاضبة داخل دولة المغرب، إعلاميا وشعبيا، بعد أن تعرض البرنامج لملك المغرب بشكل اعتبره البعض مهينا.
وكانت قناة "الشروق" الجزائرية قد أذاعت حلقة من برنامج "ويكند ستوري"، ظهر فيه ممثل يرتدي قناع ضخم على هيئة رأس الملك المغربي محمد السادس، فيما حضر الحلقة نواب جزائريون، مثل سليمان سعداوي، التابع لحزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم.
ومن ضمن اللقطات الساخرة في البرنامج، أن الممثل حاول مد يده لسعداوي، كي يقبلها (تقليد مشهور في المغرب)، فقال له الضيف "نحن لا نقبل اليد في الجزائر"، وعندما رد الممثل بـ "لكنني أمير المؤمنين"، رد الضيف بـ "على روحك".
كما وصف الممثل رئيس الوزراء المغربي، سعد الدين العثماني، بـ "الخائن"، وفي لقطة أخرى وصف سعداوي الممثل الذي يرتدي قناع الملك بـ "المريض".
الحلقة تناولت ملفات شائكة تخص العلاقات المغربية الجزائرية، مثل ملف سيادة المغرب على الصحراء الغربية التي تقف الجزائر على النقيض الآخر منها، بدعم انفصال الصحراء عن الرباط، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وتوترت العلاقات بين البلدين، منذ أن اعترفت الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها، وتطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في ديسمبر الماضي.
وقد أدت الحلقة إلى موجة غضب من جانب المغردين المغاربة على موقع تويتر، حيث وصف بعضهم الحلقة بأنها "تجاوزت حدود الأدب".
أما على مستوى الإعلام، فقد نشر موقع "هسبرس"، أحد أكبر المواقع الإخبارية المقروءة في المغرب، مقالا هاجم البرنامج الجزائري.
وجاء في التقرير "يستمر الإعلام الجزائري الموالي للنظام العسكري الحاكم في بث سمومه بتطاوله على الملك محمد السادس، ونشر الأكاذيب في ما يخص قضية الصحراء المغربية"
الحرة تواصلت مع مسؤول في الحكومة المغربية للتعليق على الحلقة الساخرة، والذي أجاب متحفظا على ذكر اسمه قائلا، إن هذا العمل "لا يتناسب مع ما يفترض بالعلاقات والحوار بين البلدين، فالشعبان يجمعهما أواصر عديدة".
وأضاف المسؤول المغربي لموقع قناة "الحرة"، "لكن، إلى أن تصل الأمور لهذا الابتذال في معالجة القضايا الإعلامية، أو التعرض لرموز البلد بهذا الشكل، فهذا الأمر لقي استهجانا كبيرا من الرأي العام المغربي".
"أعتقد أن توجه وسائل الإعلام الجزائري بهذا الأسلوب لا يخدم العلاقات، كما أنه يشكل ضربة للجهود التي تسعى لتحقيق التقارب بين البلدين، لهذا جاءت ردود الفعل من المغرب حتى من جانب إعلاميين"، يقول المسؤول الحكومي.
واختتم المسؤول المغربي "حتى وسائل إعلام المغرب، أصدرت بيانات قالوا فيها إن دور الإعلام يجب ألا يسعى لهدم العلاقات بين الشعوب، وبث هذه الفتن، إن ما صدر اليوم مشين بكل تأكيد".
"سابقة"
من جانبه قال، أستاذ العلوم السياسية الجزائري، محمد ربيج، "إن مثل هذه البرامج الساخرة موجودة في العالم كله، وليس الجزائر، فهذه النوعية الكوميدية موجودة في بريطانيا، وفرنسا".
وأشار ربيج في حديثه مع موقع "الحرة"، إلى أن هذه البرامج كانت موجودة حتى في عهد الرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، حيث تم التعرض لشخصيات جزائرية.
لكن لفت الأكاديمي الجزائري، إلى أن هذه المرة الأولى التي يتم التعرض فيها لقيادة مغربية، مضيفا "لذلك عندما شاهدت البرنامج، توقعت أن يكون هناك ردة فعل قوية، وبالفعل رد الإعلام المغربي على الحلقة".
وأعاد ربيج سبب هذا إلى "وجود تجاذب وحرب إعلامية بين المغرب والجزائر، بسبب أزمة الصحراء الغربية، لكن هذه المرة أخذت طابع ونكهة مختلفة خاصة مع مستجدات التطبيع بين المغرب وإسرائيل".
ويتوقع ربيج أن تتدخل السلطات الجزائرية وتحذر القناة التي بثت هذه الحلقة من تكرار الأمر في المستقبل.
