حلقات مقترحة

تنظيم الضباط الأحرار
[ Ссылка ]
الجزائر وحرب اكتوبر
[ Ссылка ]
العراق وحرب اكتوبر
[ Ссылка ]
الجنرال النحيف المخيف
[ Ссылка ]
مذكرات مبارك
[ Ссылка ]


كتير من حضراتكم يعرف ان خطة حرب اكتوبر المشهورة بإسم خطة المآذن العالية أو خطة بدر.. تم وضعها بمعرفة الفريق سعد الشاذلى واللى كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية وقتها.. لكن اللى كتير مننا ميعرفوش.. ان خطة حرب أكتوبر اتكتبت فى صورة مقال صحفى علشان تتنشر فى جريدة الأهرام سنة 1969..

حضرتك تقولى ازاى خطة حرب اكتوبر كانت هتتنشر فى جرنال الأهرام؟.. ومين اللى سمح بكده؟.. ومين أصلا اللى كتب الخطة؟.. ولما كانت فعلا هتتنشر.. ليه متنشرتش؟.. وايه علاقة الفريق سعد الشاذلى بخطة حرب أكتوبر لما أحمد اسماعيل هو اللى كتبها؟.. ولما الخطة كانت موجودة فى حياة الرئيس جمال عبد الناصر.. ليه محاربش هو واسترد سيناء؟.. أقولك الله ينور عليك.. هى دى الأسئلة المهمة.. تعالا بقى نجاوب.. وبعد ما تخلص الحلقة ابقى انزل راجع المصادر علشان تعرف تفاصيل أكتر..

سنة 1969 تولى أحمد اسماعيل منصب رئاسة أركان حرب الجيش المصرى.. الدنيا تمام والراجل فرحان وخلاص فاضله كام ترقيه ويوصل لمنصب وزير الحربية.. لكن يفاجئ بعد 6 شهور بس.. انهم أنهوا خدمته.. متشكرين جدا.. اتفضل روح..

طبعا الراجل كان مذهول.. أروح فين؟.. وأروح ليه أصلا؟.. ايه الذنب اللى ارتكبته والتقصير اللى شوفتوه منى علشان تنهوا خدمتى؟.. خد بالك أحمد اسماعيل حتى من صغره وهو كان الأول على دفعته.. وفضل يترقى فى المناصب ويخوض حروب ومعارك لحد ما وصل لمنصب رئيس الأركان.. بالبلدى كده كان جايبها من تحت.. بادئ السلم من أوله.. عكس مثلا واحد زى المشير عبد الحكيم عامر اللى فجأة نط من رتبة رائد لرتبة مشير..

فأحمد اسماعيل مكنش فاهم.. هو ايه اللى حصل؟.. أنهيتو خدمتى ليه؟.. لكن وبما إنه أمر عسكرى.. فخد بعضه فعلا وروح.. كل اللى حواليه حاولوا يقنعوه بإن الموضوع أكيد مؤقت وهييجى وقت ويرجع الخدمة من جديد.. لكنه كان عارف انهم بيحاولوا يهونو عليه اللى حصل.. كان عارف ومتأكد ان رحلته فى الجيش المصرى خلاص انتهت.. واستمر الحال كما هو عليه بالشكل ده لمدة سنه ونص كاملين.. قافل على نفسه لا بيشوف حد ولا بيرد على تليفونات من حد.. لكن خلال السنه ونص دول.. ابنه محمد.. واللى كان ظابط فى المخابرات العامة وقتها.. كان هو تقريبا أقرب واحد ليه.. وكان طول الوقت يجيبله كتب علشان يقراها ويتسلى ويهون عليه الوقت.. لدرجة انه شجعه يكتب مقالات فى الصحف.. وفعلا قرر أحمد اسماعيل انه يكتب مقالات لجريدة الأهرام.. ودخل مكتبه وبدأ يكتب أول مقال.. وكان بعنوان الحدود الآمنه.. كان بيتكلم فيه عن السيناريوهات اللى ممكن ينفذها الجيش المصرى علشان يكسر الحدود الآمنه لاسرائيل.. واللى أهمها قناة السويس.. اسرائيل كانت بتعتبر قناة السويس من الحدود الآمنه بالنسبة لها.. ده على اعتبار ان الجيش المصرى عمره ما هيتجرأ ولا حتى يقدر لو تجرأ انه يتخطى حاجز قناة السويس وخط بارليف المنيع..

وهنا أحمد اسماعيل بدأ يشرح فى المقال سيناريوهات اجتياز قناة السويس وإغلاق خليج العقبة واسترداد جزء من الضفة الشرقية للقناة.. علشان تتحول المواجهة بين الجيشين المصرى والاسرائيلي من مجرد جيش بيتعرض يوميا لهجمات جوية من جيش تانى.. لمواجهة بين جندى لجندى.. حاجه كده وجها لوجه.. ودى المواجهة اللى أحمد اسماعيل كان متأكد ان الجندي الاسرائيلي ميقدرش عليها.. ميقدرش يواجه جندى مصرى وجها لوجه.. هما بس شاطرين فى تنفيذ هجمات جوية من السما.. مطمنين ان مفيش طيارات هتطلع تمنعهم.. ولا دفاع جوى يصطاد طياراتهم.. فبيطلعوا يرموا شوية صواريخ ويرجعوا تانى لقواعدهم..

فأحمد اسماعيل كان متأكد ان الجيش المصرى لو عاوز ينتصر لازم الجيشين يواجهوا بعض فى حرب مباشرة.. وبعد ما نقدر فعلا نسترد جزء من الضفة الشرقية.. وبما اننا معندناش الامكانيات العسكرية اللى تقدرنا نسترد سيناء كلها بقوة السلاح.. فنقعد بقى على طاولة المفاوضات ونسترد الجزء اللى باقى بالسياسة.. خد بالك ده تقريبا بالظبط اللى حصل فى حرب اكتوبر وما بعدها.. اللى هو اقتحام خط بارليف واسترداد جزء من الضفة الشرقية وبعدها مباحثات الكيلو 101.. وبعدها كامب ديفيد والمحاكم الدولية لحد ما استردينا طابا فى عهد الرئيس مبارك.. فتخيل بقى ان الخطة دى كانت مكتوبة فى مقال صحفى سنة 69.. يعنى حتى قبل ما الرئيس جمال عبد الناصر يموت..

حضرتك تقولى طيب ليه المقاله متنشرتش؟.. أقولك ان أحمد اسماعيل بعد ما خلص كتابة المقال.. اكتشف قيمتها العسكرية.. اكتشف ان التفاصيل العسكرية المكتوبة فيها تمس الامن القومى المصرى.. وان مكانها الصحيح مش الجريدة الرسمية.. بالعكس.. المقالة دى مكانها الصحيح هو مكتب الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا.. وبأسرع وقت ده لو فعلا عاوزين نحرر الأرض اللى اتاخدت مننا..


المصادر
مذكرات المشير أحمد اسماعيل


#المواطن_سعيد #حرب_أكتوبر

свернуть