المرجع والمفكر الإسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (105)
هنا تتجلى ظاهرة أو مسألة المنهج في فهم النص القرآني, ما ذكره السيد الطباطبائي قائم على منهج وما أشرنا إليه من الاستعانة بالروايات لفهم النص القرآني قائم على أساس منهجٍ آخر, وهذه قضية أساسية بودي أن الإخوة الأعزاء يلتفتوا إليها, ما لم يتضح منهجهم في فهم النص القرآني واقعاً يكون من الخبط والوهم الدخول في فهم الآيات المباركة.
المنهج الذي اعتمد عليه السيد الطباطبائي وهو المعروف بمنهج تفسير القرآن بالقرآن وهذا المنهج ليس جديداً كما أشرنا في كتاب أصول التفسير من القديم هذا المنهج قائم وهو تفسير القرآن بالقرآن, يعني أن نأخذ آيةً ونستعين بآيات من القرآن لتوضيح ماذا؟ هذا النص, استناداً إلى مجموعةٍ من الروايات أولاً واستناد إلى نفس القرآن ثانياً أن القرآن يفسر بعضه بعضا, وأن القرآن يشهد بعضه على بعض.
ولذا السيد الطباطبائي& هذه القضية بشكل واضح وصريح, أشار إلى هذا الأصل والمنهج في تفسيره, الإخوة الذين يريدون أن يتعرفوا على منهج السيد الطباطبائي في التفسير عليهم أن يراجعوا ذيل الآية السادسة والسابعة من سورة آل عمران, بحثه التفصيلي في منهجه التفصيلي ليس في مقدمة الكتاب وإنما موجود هنا في ذيل الآية سبعة يعني بيان المحكمات والمتشابهات.
هناك في ص86 من الكتاب هكذا يقول, يقول: فالحق أن الطريق.
ولذا ما لم تفهم منهج السيد الطباطبائي الحق والإنصاف لا تستطيع أن تستفيد من تفسير الميزان, تفسير الميزان قائم على مفاتيح من قبيل أنك تريد أن تفهم مباني السيد الصدر& من غير أن تقف على الأسس المنطقية, من غير أن تقف على منهجه الأصولي في إنكار قبح العقاب بلا بيان, فيمكنك عند ذلك أن تفهم مباني السيد الشهيد أو لا يمكن؟ لا يمكن, لماذا؟ لأن السيد الشهيد مبانيه العقلية والكلامية والفقهية والرجالية عبر ما تشاء كلها أقامها على أساس الأسس المنطقية للاحتمال والاستقراء هناك ولذا نحن أشرنا في كتاب المذهب الذاتي إلى هذه القضية أن السيد الشهيد ما لم تفهم هذه المقدمة في مبانيه لا يمكن الدخول لا إلى منهجه الكلامي ولا إلى منهجه الأصولي ولا إلى منهجه الفقهي ولا إلى منهجه الرجالي حتى فضلاً عن الأمور الأخرى.
السيد الطباطبائي ايضا إخواني الأعزاء له منهج في التفسير هذا المنهج صحيح أو خطأ في محله, الكلام ما لم يتضح لك كيف يتعامل مع النص القرآني لا يمكنك أن تفهم لماذا هنا يقبل الرواية وهنا يرفض الرواية.
يقول: فالحق أن الطريق إلى فهم القرآن غير مسدود – الطريق مفتوح لفهم القرآن- وأن – التفتوا محل الشاهد هذه الجملة سطر واحد- وأن البيان الإلهي والذكر الحكيم بنفسه هو الطريق الهادي إلى نفسه, عبارة أوضح من هذه العبارة, يعني ما هو الطريق لفهم القرآن من أين يمر؟ يمر من نفس القرآن فلابد أن تعرف هذا النهج كيف أن القرآن يفسر بعضه بعضا – هذه طريقة- أي أنه – أخاف لم تفهم يقول السيد الطباطبائي الجملة السابقة- أي أنه لا يحتاج في تبيين مقاصده إلى طريقٍ – يعني طريقٍ غير نفسه- فكيف يتصور أن يكون الكتاب الذي عرّفه الله تعالى بأنه هُدى وأنه نور وأنه تبيان يكون مفتقراً إلى هادٍ غيره, إذا قلنا أنه لفهمه يحتاج إلى غيره إذن يلزم ماذا؟ إذن لا يكون هادياً بنفسه يكون هادياً بغيره, يكون نوراً بغيره, يكون, ومن هنا أشكل أنه إذن ماذا تفعل سيدنا بحديث الثقلين الذي قال: (ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً) فإن قلت: قد صح عن النبي أنه قال, مباشرة ملتفت – دفع دخل مقدر- ويجيب الآن ليس محل كلامنا, هذا منهج الطباطبائي.
إذن على القاعدة إذا يريد أن يفهم الإمامة في الآية المباركة أين يذهب إلى الرواية أو إلى الآيات القرآنية؟ هذه قاعدة واضحة, ما هي الإمامة {إني جاعلك للناس إماما} لا يذهب إلى الرواية ليقول أن الإمام الرضا قال ماذا؟ قال: أن الإمامة هي الإمامة السياسية.
قد يقول قائل – هكذا بدقيقتين لا أكثر- بأنه: طيب سيدنا هذا هو منهج حسبنا كتاب الله, قد يقول قائل كما قال البعض أولئك الذين لم يفهموا السيد الطباطبائي جيداً مع الأسف الشديد وقالوا فيه ما قالوا و{أليس الصبح بقريب} إنشاء الله هو خصيمهم يوم القيامة ولسنا نحن, عرفت أنه, أن هذا الكتاب لا علاقة له بالرواية لا يهتم بالرواية هذا الكتاب سني هذه الكلمات التي لا أصل لها.
الجواب: أن السيد الطباطبائي معتقد – التفتوا جيداً إلى المنهج- أن السيد الطباطبائي معتقد أن كل ما نحتاج إليه من أصول المعارف – وليس الفقه- من أصول المعارف والاعتقادات كلها أين موجودة؟ في القرآن, هذه نقطة تبيان كل شيء هذا أصل.
الأصل الثاني: وأن هذه المعارف بتمامها لا يمكن استخراجها من دون الاستعانة بأهل البيت هذا ايضا أصل.
تقول إذن هذا كيف ينسجم مع منهجي؟ الجواب: يقول أنا أذهب إلى الرواية وأفهم الروايات جيداً ثم هذه الروايات أجعلها نور وهداية لأرجع إلى القرآن لأجمع القرائن للذي قالته الرواية, فأحاول أن هذه الشواهد من أين أجدها؟ ليس من الرواية من ماذا؟ من القرآن.
فأنت عندما تجدني, تجدني أفسر القرآن ماذا؟ بالقرآن ولكن أنا لماذا اتهجت بهذا الاتجاه ولم أتجه بذاك الاتجاه؟ الجواب: الذي أعطاني سهم الانطلاقة من؟ الرواية قالت لي اذهب بهذا الاتجاه في القرآن تجد الجواب.
الآن بعض الأحيان السيد الطباطبائي يوفق في أن يجمع القرائن وبعض الأحيان لا القرائن لم يقدر لماذا؟ لأنه ليس محيطاً بكل معارف القرآن يقال عنه بأن هذه القرائن التي أشرت إليها ذوقية استحسانية وبعضها واقعاً كذلك, ولكن هذا هو منهجه لا بمعزلٍ عن الرواية.
بعبارة أخرى: تفسير القرآن بالقرآن عنده دليل بعد الوقوع يعني بعدما استفاد الأمر من الرواية يحاول أن يذهب إلى القرآن, الآن هذا المنهج صحيح غير صحيح في محله في غير محله لا ندخل.
وهناك منهج آخر الذي نحن اتبعناه في كتاب اللباب وغير اللباب, التفتوا جيداً (كلام أحد الحضور) يأتي بالأخبار شواهد ومؤيد, ولذا دائماً في الروايات في البحث الروائي يقول وهذا ما استفدناه من
Ещё видео!