هكذا كانت نهاية عدنان خيرالله طلفاح
تكشف الأوراق المُخابراتية العراقية عن أسرار لايعرفها أحد عن أسباب مقتل وزير الدفاع العراقي السابق عدنان خير الله طلفاح.
عدنان خير الله طلفاح المسلط نائب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع واليد اليمنى للرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ولد في الـ23 من سبتمر من عام 1940 لعائلة مكونة من خمسة أخوة وخمس أخوات أكبرهن السيدة ساجدة خير الله زوجة الرئيس السابق صدام حسين.
التحق بالكلية العسكرية عام 1958 وتخرج فيها عام 1961،وحصل على عدة شهادات أكاديمية منها ماجستير في العلوم العسكرية، وشهادتي بكالوريوس في اللغة الإنكليزية والقانون والسياسة.
وأصبح من كبار الضباط بعد مشاركته في حركتي 8-شباط-1963 و 17 تموز 1968م،التي قادتهما قيادة حزب البعث ؛ ليعُين في عام 1977 عضواً في المجلس الوطني لقيادة الثورة والقيادة القطرية لحزب البعث
نَجمُ عدنان خير الله بدأ بالسطوع حين أسس علاقات وصداقات مع جميع أبناء الشعب العراقي على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ؛فكسب حب الجيش والشعب العراقي من خلال مواقفه المتزنة وأخلاقه المتواضعة.
علاقته بالرئيس صدام حسين :
هو ابن خال الرئيس العراقي السابق صدام حسين المتزوج من شقيقته ساجدة خير الله، وكانت صداقتهما قوية منذ أيام الطفولة حيث إن انهما عاشا سوياً في بيت خاله خير الله طلفاح وكان يمضي عطلته الصيفية في "العوجا"وإعتاد منذ أن كان في الرابعة عشرة أن يحمل معه آلة التصوير وأمتلك أرشيف لصور لصدام حسين والعائلة ومجموعة كبيرة من الصور عن المناطق التي خدم فيها .
ليطرح السؤال، كيف انتهت قصة عدنان خير الله الغامضة ؟!
في الخامس من مايو 1989 توفي عدنان خير الله في حادث تحطم مروحية في منطقة نائية بين منطقتي "بيجي" و"الشرقاط" شمال بغداد أثناء عودته من شمال العراق إلى العاصمة بغداد.
لتشكل الحادثة صدمةً في أوساط الرئاسة والجيش والشعب .. وتفتح النظريات حول وجود مؤامرة لقتله من عدمها.
تكشف الأوراق المُخابراتية المطروحة عن أسباب عدة في تصفية عدنان خير الله بحادث مأساوي منها سببين رئيسين؛ أولهما سياسي وخلاصته أنه قبيل فترة وجيزة من تنفيذ حادث الطائرة ألقت مخابرات النظام القبض على مجموعة من العسكريين والمدنيين بتهمة الإعداد لمحاولة انقلابية وبعد أن عُذِّب هؤلاء تعذيباً شديداً في أقبية المخابرات تم الاعتراف بأنه في حال نجاح الانقلاب فإن المرشح للرئاسة بديلاً لصدام حسين هو عدنان خير الله.
والسبب الثاني اقتصادي: فقد كان عدنان خير الله واحداً من ثلاثة لهم حق سحب مبالغ طائلة من الرصيد السري الذي أودعه صدام في أحد بنوك سويسرا والذي يقوم على اقتطاع 5 في المئة من عائدات البترول العراقي اعتباراً من أواسط السبعينيات، ومن هنا تقول المصادر أن صدام قد أعدم عدنان الحمداني ممن لديهم حق في سحب الرصيد عام 1979.
وتشير تقلب الأوراق إلى ظهور شخصية عسكرية عكرت صفو عدنان خير الله.
استمرت علاقة الأخوة بين صدام حسين وعدنان خيرالله إلى أن ظهر "حسين كامل" وعندها حاول الحصول على إعفاء من منصبه كوزير للدفاع.لأنه لم يكن مرتاحاً إلى الظهور المفاجئ له، ولكونه عسكرياً محترفاً لم يعجبه تدخل حسين كامل في الشؤون العسكرية وشؤون الضباط وتحركاتهم، وهو على عكس صدام حسين الذي فضله عن 90 في المئة من قادة عدنان العسكريين بحسب قوله. كما أن عدنان خير الله عارض على إشراك حسين كامل في الأرصدة السريّة، كما اعترض على قيامه بانتزاع عمولات من صفقات الأسلحة وإيداعها في الرصيد السري.
وعدا ذلك فإن سمعة عدنان الجيدة في القوات المسلحة كانت سبباً في حقد حسين كامل عليه.
كما تطرح الأوراق تصرفات حسين كامل الغير مقبولة في الجيش وإعداماته الوحشية، الأمر الذي أشعل الخلاف شخصياً بينه وبين عدنان خير الله الذي طرده من غرفة العمليات، ليرد حسين كامل بجملته" ستدفع الثمن غالياً".
كما وتشير تقلب الأوراق إلى زيادة شرخ الخلاف بين صدام حسين وعدنان خير الله بسبب الأمور العائلية الشائكة ومصلحة العائلة ومنها زيارة صدام لهيثم أحمد حسن البكر ليطلقه من إحدى بنات خير الله طلفاح،وهي أخت ساجدة زوجته ويتزوجها وطبان إبراهيم شقيق صدام، الأمر الذي أغضب عدنان خير الله جداً .. كما إن اقتران صدام بالسيدة سميرة الشابندر زيجة إعتبرها عدنان بمثابة إهانة لأخته وللأسرة.
لكن أيضاً نظريات المؤامرة توجه بإصبع الاتهام نحو إيران عبر أحد عملائها الذي وضع عبوة ناسفة في الطائرة للانتقام من البطل المنتصر في تحرير منطقة الفاو من الإحتلال الإيراني عام 1986 ،حيث تولّى عدنان قيادة الجيش العراقي للحرب، وكان مسؤولاً عن إعداد الخطط العسكريه، حيث تمت هزيمة إيران، و تحرير الفاو ودفع طهران للاعتراف بالانكسار، حيث تم وقف إطلاق النار في الثامن من أغسطس 1988.
وماعدا ذلك أعتبرت أوراقٌ أخرى وهي ضئيلة التقدير إلا أن الطائرة سقطت بسبب سوء الأحوال الجوية ؛ لترد عليها نظريات المؤامرة الثلاث «إيران» أو «صدام» أو «حسين كامل».. وجميعها تؤكد أن الطقس كان جيداً، وأنه لا صحة لسوء الأحوال الجوية.. ثم إن طائرتين كانتا مع الطائرة المنكوبة.. لم تتضرر أى منهما من تقلبات الطقس.
ويبقى مقتل عدنان خير الله سؤال برهن الإجابة .
![](https://i.ytimg.com/vi/j9qc79v_Hc8/maxresdefault.jpg)