الشيخ محمد أحمد شبيب.. قارئ النصر
قران فجر يوم العاشر من رمضان السادس من اكتوبر ٧٣
الساعة الآن..
تمام الرابعة وثلاثة دقائق فجرا..
حيث بدأت الإذاعة في نقل شعائر صلاة الفجر..
في هذا التوقيت..
كان صوت القارئ الشيخ محمد أحمد شبيب..
يشق الظلام من خلال ميكروفونات مآذن مسجد الإمام الحسين، ليتلوا ما تيسر من آيات القرآن الكريم..
القارئ الشاب..
بدأ تلاوته من منتصف الآية 154 من سورة آل عمران..
بداية من قول الله تعالى..
( قل إن الأمر كله لله..... )
و إنجذب المصلين للأداء حتى رددوا ورائه..
و على غير العادة في صلاة الفجر التي يسودها الهدوء الشديد، حين قرأ القارئ الشيخ قول الله تعالى..
(ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون)
حتى أنه كررها أكثر من 5 مرات مع شدة تفاعل المصلين..
وبشكل لفت إنتباه حتى المستمعين لبث الإذاعة..
ومن بينهم الجنود في الجبهة..
في الليلة السابقة لصلاة الفجر هذه..
كان الهاتف يرن في منزل..
"عبد العزيز محمد عيسى ..وزير شئون الأزهر"..
كان المتصل هو..
"فضيلة الإمام الأكبر الشيخ عبدالحليم محمود"
- يا عبدالعزيز هو مين إللي ها يقرأ قرآن الفجر بكره..
- يا مولانا الإمام بكره العاشر من رمضان وفيه قارئ شاب صوته جميل من المنصورة ها يقرأ في الفجر..
- عايز أشوفه..
- بعد صلاة العشاء هايكون عند حضرتك يا مولانا..
وفي الموعد كان القارئ الشاب يرتعد فهو يقف في حضرة..
( مولانا شيخ الأزهر الشريف )..
- يا شيخ شبيب..
- نعم يا مولانا... أؤمر
- إن شاء الله لو ربنا أراد تقرأ قرآن الفجر..
إبدأ تلاوته من منتصف الآية 154 من سورة آل عمران..
- حاضر ..حاضر ..يا مولانا الإمام!!!.
ونفذ القارئ الشيخ شبيب وصية الإمام الأكبر.....
ومع كل تكرار لقول الله تعالى..
(ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون)..
كان كل مكان في مصر يصله الصوت يردد..
( يارب.. يارب.. يارب.. يارب.. يارب )..
لقد كانت هذه التلاوة هي بشارة النصر..
خاصة وأنه...
لم يكن يدري أحد في مصر ـ غير قادة جيشها ـ موعد الحرب..
حتى الشيخ عبدالحليم محمود..
لم يكن يعرف...
سوى أنها رؤية وبشارة أخبرها للرئيس السادات وحده..
وابتسم الرئيس السادات وقبل رأس الأمام وقال له أفعل يا إمام
وقد كانت باكورة وبشارة النصر العظيم رحم الله شهداءنا الابرار
"مصر فجر يوم الإنتصار ٦ اكتوبر ١٩٧٣"..
رحم الله الشيخ محمد أحمد شبيب قارئ النصر..
