جحا وابنه والحمار
في قديم الزمان كان هناك فلاح يدعى جحا يعيش في قرية صغيرة وكان له حقل يعمل فيه بمساعدة ابنه.
وبعد سنوات من العمل استطاع جحا أن يدّخر بعض المال، فقرر أن يشتري حمارا حتى يستعمله في حمل الأثقال وحرث الأرض،
فذهب مع ابنه إلى السوق لشراء الحمار.
وفي طريق العودة، لاحظ جحا علامات التعب على وجه ابنه الصغير، فأركبه على ظهر الحمار ومشى على قدميه.
ولما رآهما الناس أخذوا يذمون الولد قائلين: ياله من ولد عاق، يركب الحمار ويترك أباه الشيخ يمشي على قدميه.
فلما سمع جحا وابنه كلامهم، ترجّل الولد وامتطى جحا الحمار.
فأخذ الناس يذمون جحا قائلين: يله من أب قاص القلب، يركب الحمار ويترك ابنه الصغير يمشي على قدميه.
فلما سمعا كلام الناس، امتطيا معا ظهر الحمار.
فأخذ الناس يذمونهما قائلين: أليس في قلبيهما رحمة؟ يكاد ينقصم ظهر الحمار من ثقليهما.
فتعجب جحا وابنه من كلامهم فترجل كليهما ومشيا بجانب الحمار.
فاخذ الناس يضحكون منهما متهمين إياهما بالغباء: كيف يكون لديهما حمار قوي كهذا، ويمشيان على الأقدام؟
فغضب جحا وابنه من كلام المارة وحملا الحمار على ضهريهما.
فصار الناس يسخرون منهما متهمين اياهما بالجنون: لقد جن جحا يحمل حماره على ضهره.
فقرر جحا وابنه تجاهل كلام الناس وتعلما أن مرضاة الناس غاية لا تُدرك.
![](https://i.ytimg.com/vi/n2Uv6-oMiT8/maxresdefault.jpg)