إمارة باري الإسلامية في جنوب إيطاليا
___________________________________
ادعم القناة على باتريون كي نستطيع الاستمرار والتطور
[ Ссылка ]

للتبرع عبر باي بال:
[ Ссылка ]
___________________________________

التاريخ فيه صفحات كثيرة منسية، مثل صفحة إمارة باري الإسلامية في جنوب إيطاليا، هذه الإمارة منسية تمامًا، أَغفلتها معظم المصادر، ولم تأخذ آي حظ من الشهرة، رغم أنها تعد مغامرة جريئة بكل المقاييس، كان الهدف منها مد سلطان الإسلام إلى روما مركز البابوية.

ففي القرن الثالث الهجري، وبعد أن استـتـب الأمر للمسلمين في جزيرة مالطة وصقلية، وسيطروا سيطرة تامة علي البحر الأبيض المتوسط، اتجهت الفتوحات التي كانت بتقوم بها دولة الأغالبة إلى الجنوب الإيطالي أملًا في الوصول إلى روما يومًا ما، فاستولى المسلمون على عدة مناطق في الجنوب الإيطالي، وبعدها تم توجيه جيش مكون من العرب والبربر بقيادة "القائد خلفون" إلي مدينة باري عام (847م)، المدينة كانت محصنة تحصين شديد واستمر الحصار الطويل علي باري، وأثناء حصار المدينة اكتشف المسلمون ثغرة في سور المدينة المحصن، فدخل منها القائد خلفون وجنوده وباغتوا الجنود اللومبارديين لتسفر المعارك علي فرض سيطرت خلفون وجنوده على المدينة، ونصب خلفون نفسه واليًا على باري وقام بتوجيه رسائل لحكام المسلمين في جميع الأمصار ليزف لهم خبر الفتح وأرسل إلي الخليفة في بغداد، ومنذ دخول المسلمين مدينة باري؛ تحول الجنوب الإيطالي إلى مسرح لحروب مستمرة لوقف طموحات المسلمين، وكان على إمارة باري التي اسسها القائد خلفون أن تستعد عسكريًا باعتبارها خط المواجهة الأول.

وبعد موت خلفون تولى مكانه أحد زعماء الجيش وهو "مفرق بن سلام" وكان قائداً عسكريًا محنك، وعمل بعض الإصلاحات في المدينة وبني مسجد ضخم في وسط مدينة باري، وبتشير المصادر الإيطالية إلى أن موقع المسجد هو الكاتدرائية الحالية لمدينة باري.

وبعد موت مفرق بن سلام نصب البربر مكانه "الأمير سودان الماوري" واستولي الأمير سودان علي بعض المدن المسيحية مثل: كابوا وكانوزا وليبوريا، وحاول فتح مدينة نابولي، إلا أن تفشي مرض الكوليرا منعه من التقدم، وفي عام 866م حدث تحالف كبير ما بين الإمبراطور الروماني لودفيك الثاني، وأمراء كل من بينيفينتو وسبوليتو ونابولي بالإضافة لمرتزقة من الصقالبة وصربيا والقسطنطينية والجرمان والكروات، كل هؤلاء شاركوا في حصار إمارة باري، وقاوم أمير باري هذا التحالف الكبير، وطلب العون من الأغالبة والخلافة العباسية، إلا أن الإمدادات لم تصل، وبعد معارك ضارية أبدى فيها المسلمون بسالة في الدفاع عن مدينة باري، استطاع هذا التحالف الكبير أن يدخل ويقتحم أسوار باري، بعد أربع سنوات من الحصار انتشرت فيها الأمراض وعانى سكان باري نقص المؤن والعتاد، فـقـتحمت باري في يوم الجمعة الثاني من فبراير سنة 871م الموافق 8 ربيع الأول 257 هـ، وأمر الإمبراطور بذبح جميع المسلمين، وكان قد أقسم على قتل كل مسلم في باري، وفعلا لم ينجوا من المسلمين في باري أحد، ويذكر المؤرخ "جوزيه موسكا" أن الإمبراطور لودفيك الثاني أمر بذبح كل الأسرى رجالاً ونساءً وأطفالاً، أما الأمير سودان فتم تعذيبه حتى الموت بعدما حكم باري خمسة عشر عاما، لتنتهي بذلك تلك الإمارة المسلمة التي استمرت خمسة وعشرين عاما في إيطاليا.

وعلى الرغم من مضي أكثر من ألف عام على سقوط إمارة باري، لا تزال إلي الأن أطلال إمارة باري الإسلامية في إيطاليا شاهدة على ما قدمه المسلمون لها من علم وحضارة، كما يعترف بذلك بعض المؤرخين الغربيين في تقييمهم حكم المسلمين الذي استمر ٢٤ عاماً فقط.

فحتي في هذه الفترة الصغيرة التي حكم المسلمون فيها مدينة باري؛ فقد أدخلوا إليها كثيراً من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، وأدخلوا فن العمارة ونظم الزراعة وحفر الترع وقنوات الري والنواعير المائية، وأدخلوا العديد من المحاصيل الزراعية مثل القطن والأرز وقصب السكر والنخيل، فنشروا أنوار العلم على أنقاض ظلمات القرون الوسطى التي كانت سائدة في أوروبا.

ويصف المؤرخ الإيطالي "جوزيه موسكا" مدينة باري الإيطالية في الفترة التي حكم فيها المسلمون مدينة باري فيقول: "أدخل المسلمون إلى باري كثيراً من عاداتهم وتقاليدهم الاجتماعية، كما أدخلوا فن العمارة ونظم الزراعة وحفر الترع وقنوات الري والنواعير المائية، وأدخلوا العديد من المحاصيل الزراعية مثل القطن والأرز وقصب السكر والنخيل، والفخار فضلاً عن بناء المعالم الأثرية وصمموا الطرق والجسور والمشافي، وكان حكمهم قائما على العدل بين المسلمين والمسيحيين واليهود ولم يفرقوا بينهم"

هذا هو تاريخنا الذي نفتخر ونعتز به، وهذا صنيع اجدادنا الذين عبروا البحار ونشروا التوحيد في جنوب إيطاليا، وغامروا بحياتهم لإيصال كلمة لا إله الا الله محمد رسول الله إلى غرب الارض دون مبالاة لما يحدث لهم، فرحم الله اجدادنا المسلمين الشهداء في باري وجزا الله خيرا هولاء القادة الأبطال على جهادهم وعدلة حكمهم.
___________________________________
المصادر
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
[ Ссылка ]
___________________________________
مشاهدي الكريم ❤
احرص على مُتابعة كل جديد من قناة رواق بوست، وإذا كان الفيديو مفيد ونافع قم بعمل إعجاب Like ومشاركة Share، وللاشتراك في القناة Subscribe اضغط هنا👈 [ Ссылка ]
◀ولا تنسي تفعيل الجرس ليصلك إشعار بكل جديد🔔
______________________________
تابعونا عبر شبكات التواصل الاجتماعي
Facebook: [ Ссылка ]
Instagram: [ Ссылка ]
Twitter: [ Ссылка ]
Telegram: [ Ссылка ]

свернуть