المرجع و الفيلسوف الاسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| فقه المرأة (69) - موقف السيد الخوئي من الخلفاء
نحن نعيش أجواء ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران في اعتقادي بأنّه تعلمون بأنّ هذه الثورة استطاعت أن تحقق شيئاً كبيراً واقعاً لا يمكن أن نتحدث أو نكتفي بالحديث عن ذلك في دقائق ولكنه كما يقال ما لا يدرك كله لا يترك كله أنا أتصور هناك محاور ثلاثة لابد أن الأعزة يقفوا عندها:

المحور الأول: قيادة هذه الثورة وهذه النهضة الكبيرة التي وقعت في القرن الماضي هذه القيادة إذا أردنا أن نتكلم على مستوى الاصطلاح سواء على مستوى الحدوث أو على مستوى البقاء على مستوى الحدوث قيادة الإمام الخميني قدس الله نفسه الذي استطاع أن يحقق وأن يؤسس وأن ينظّر لهذه الثورة نظرية كاملة الآن موجودة للدولة الإسلامية على مستوى البقاء.

تعلمون هذه القيادة الحكيمة الدقيقة والعميقة للسيد القائد في هذه العقود الثلاثة الماضية مع عظم التحديات التي وجّهت وواجهتها هذه الثورة في العقود الأخيرة ولذا واقعاً المحور الأول لابد أن نعرف أن القيادة لها تأثير كبير في أي حركة ثورية إصلاحية، سياسية أو فكرية وما لم تتحقق القيادة حتى لو توفرت باقي العناصر فإنّه الاصلاح والحركة والنهضة تتحقق أو لا تتحقق؟ لا يمكن لها أن تتحقق ولذا تجد القرآن الكريم أشار إلى هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح الآن لست بصدد الدخول في بيان الأدلة القرآنية لأهمية القيادة في أي حركة أساسية في التاريخ.

المحور الثاني هو أنّه لأربعة عقود استطاعت هذه الثورة أن تحافظ على ثوابتها الأساسية التي من اجلها قامت هذه الثورة وهذه قضية مهمة جداً لأنه نحن عندما نراجع تاريخ الثورات والحركات الثورية في العالم نجد انه بعد مدة ليست كبيرة تنحرف عن ثوابتها التي من أجلها قامت تلك الحركة المباركة هذه الثورة من أهم ثوابتها كان هو نصرة الضعفاء ونصرة المستضعفين والوقوف مع المظلوم أينما كان وهذه قضية مركزية في هذه الثورة بمعنى أنّه لا تنظر إلى أن ذلك المظلوم متفق معها في المذهب أو ليس متفقاً معها في المذهب، متفق معها في الدين أو ليس متفقاً معها في الدين وإنما الذي يحرّكها فقط وفقط البُعد الإنساني في المظلوم وهذه هي القضية الأساسية، يعني البعد الإنساني في الثورة الإسلامية في إيران وهذا لا يمكن أن يكون إلا عن أسس فكرية وعقدية وايديولوجية أدت إلى هذه النتائج يعني إذا كان المنطلق منطلقاً فقهياً لا يستطيع أن ينصر المظلوم إذا لم يكن شيعياً لا يمكنه ذلك لماذا؟ لان المنطلق الفقهي قرأناه للأعزة وبيناه فيما سبق أساساً يعتقد لابد من إسقاطه الآخر الذي لا ينسجم معك في المذهب لا انه لابد من دعمه هذه الثورة لا أنها وقفت على الحياد فقط بل أنها دفعت ثمناً كبيراً لحفظ هذه الثوابت وأنا أتصور من أوضح مصاديق الوقوف مع هذه الثوابت هي القضية الفلسطينية.

انتم تعلمون الآن إيران تحاصر وتحارب وتواجهها التحديات واحدة من أهم الأسباب لذلك هو دعمها للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني وكان بإمكانها أن ترفع اليد عن هذا الدعم ولا تدفع هذا الثمن الغالي لهذه العقود التي مضت، وإذا وضعنا القضية الفلسطينية جانباً تجدون قضية الإرهاب الذي الآن اخذ يخيّم على المنطقة في العقد الأخير هذا الارهاب الذي الآن أوجده الاستكبار أوجدته دول السلطة ونظام السلطة ودعمته أموال المنطقة الأموال الخليجية في المنطقة، ولكنّه الجمهورية الإسلامية وانتم تعلمون انه الثمن الذي دفع لأجل محاربة الإرهاب سواءً في العراق أو في سوريا أو في لبنان أو في اليمن أو في أي منطقة أخرى أينما وجد الإرهاب تجد أن الدعم المعنوي والمادي حاضر للجمهورية الإسلامية هذا يكشف لك عن ماذا؟ انه هناك ثوابت هذه الثوابت يمكن التنازل عنها أو لا يمكن التنازل عنها؟ حتى لو كان الثمن الذي يدفع لأجل ذلك باهضاً جداً هذا هو المحور الثاني.

المحور الثالث على المستوى الداخلي نحن نجد أن الجمهورية الإسلامية وهذه الثورة وهذه النهضة بحمد الله تعالى مع كل التحديات التي واجهتها والحصار التي حوصرت به لمدة أربعة عقود استطاعت أن تتقدم في مجالات ودوائر معرفية وتكنولوجية وعلمية وصحية على أبعاد مختلفة في داخل الجمهورية الإسلامية هذا يكشف لك انه لو لم تكن هذه التحديات لو لم يكن هذا الحصار لكان التقدم له أبعاد أوسع من هذا بكثير.

وهناك محاور أخرى، هذا الأمن الذي نحن نعيشه في هذه الدولة المباركة هذا الأمن الذي نعيشه هذه الحرية الفكرية وواقعاً هذا ليس إلا لأنه هناك أفق واسع لهذه القيادة ولهذا النظام تستطيع أن تتحمل مثل هذه المسائل.

свернуть