تجمع عدد من طلاب كليات الطب والصيدلة أمام المحكمة الابتدائية بالرباط، حيث تم تقديم زملائهم المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت الكليات خلال الأسابيع الماضية. هذه الاحتجاجات جاءت نتيجة مطالب لتحسين جودة التكوين الطبي، وهي مطالب، بحسب الطلاب، تهدف إلى تعزيز جودة التعليم في البلاد.
وبالنظر إلى التطورات الأخيرة، صرح أيمن، طالب بكلية الصيدلة، قائلاً: "ما نراه اليوم أمام قصر العدالة هو نتيجة لسلسلة من الأحداث التي تابعها الجميع عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. خلال الوقفات الاحتجاجية، تعرضنا للقمع ومحاولات لفض التجمعات بالقوة، مما أسفر عن إصابات واعتقالات طالت عدداً من زملائنا". وأضاف أيمن بنبرة ملؤها الاستياء: "الوضع الذي وصلنا إليه اليوم لم يكن ضمن أهدافنا على الإطلاق، فنحن طلاب نطالب بحقوق بسيطة تتعلق بجودة التكوين الطبي."
وعلى الرغم من الحضور المكثف للطلبة أمام المحكمة، يحرصون على التأكيد أن مطالبهم بعيدة كل البعد عن أي طابع سياسي. وقد أوضح أيمن ذلك قائلاً: "نحن لا نحمل أي مطالب ذات طبيعة سياسية، ولا نسعى لتحقيق أهداف تتجاوز حقنا في تكوين أكاديمي جيد. مطالبنا تتعلق فقط بمستقبلنا المهني كأطباء في هذا البلد. التعامل القمعي مع هذه الاحتجاجات لا يؤدي إلا إلى تصعيد الغضب بين الطلبة."
ورغم مثولهم أمام القضاء، عبّر أيمن عن ثقته في نزاهة القضاء المغربي، قائلاً: "نحن نثق تماماً في عدالة ونزاهة القضاء المغربي. كل تحركاتنا كانت بدافع من مصلحة الوطن، وليس لدينا أي نية لزعزعة استقراره."
من جهة أخرى، أشار أيمن إلى أن عدد المعتقلين تجاوز 28 طالباً، يتوزعون بين طلاب في السنة الأولى وزملاء بدأوا بالفعل تخصصاتهم الطبية. وتمت هذه الاعتقالات خلال الوقفات التي نظموها أمام المستشفى الجامعي ابن سينا.
ورغم ذلك، يبدو أن الحركة الطلابية في تصاعد مستمر. فبحسب أيمن: "التوقيفات لم تثنِ زملاءنا عن التمسك بمطالبهم، بل زادت من تضامن الطلاب حول القضية العادلة التي ندافع عنها جميعاً." هذا التضامن لم يقتصر فقط على الطلاب، بل شمل أيضاً دعم عائلاتهم، وخاصة الآباء والأمهات الذين وصفوا الوضع بالمؤلم، حيث يعاني أبناؤهم بسبب مطالب يرونها مشروعة.
وبشأن التعامل مع المعتقلين، تحدث أحد الطلاب المفرج عنهم عن طريقة اعتقالهم قائلاً: "الاعتقالات كانت همجية وغير مبررة. تم القبض علينا بشكل عشوائي، حيث لم نكن نعترض السير أو نتسبب في أي أضرار. كنا نمارس حقنا في التعبير السلمي، ولكن تم انتهاك حقوقنا."
في النهاية، يبقى الأمل لدى الطلاب في إيجاد حل قريب لهذه الأزمة، مع الإفراج عن جميع المعتقلين دون تأثيرات سلبية على حياتهم الشخصية أو المهنية. هذا الوضع دفع العديد من الطلاب إلى مطالبة المسؤولين بالتحرك السريع لإنهاء هذا الصراع المستمر وتجنيبهم المزيد من المعاناة.
Ещё видео!