جبلتُ روحكَ في روحي كَما
يُجبَلُ العَنبَرُ بِالمِسكِ الفَتِق

فَإِذا مَسَّكَ مَسَّني
فَإِذا أَنتَ أَنا لا نَفتَرِق

مُزِجت روحك في روحي كما
تمزج الخمرة بالماء الزلال

قَد تَحَقَّقتكَ في سِري فَناجاكَ لِساني
فَاِجتَمَعنا لِمَعانٍ وَاِفتَرَقنا لَمَعانِ

فَكُلُّ مَآرِبي قَد نِلتُ مِنها
سِوى مَلذوذِ وَجدي بِالعَذابِ

تصاعد أنفاسي إليك خطابُ
وكل إشاراتي إليك عتابُ

فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ

وليت الذي بيني وبينك عامرٌ
وبيني وبين العالمين خرابُ

إذا صحّ منك الودّ فالكلّ هيّنٌ
وكل الذي فوق التراب ترابُ

وَاللَه ما طَلَعَت شَمسٌ وَلا غَرُبَت
إِلّا وَحُبُّكَ مَقرونٌ بِأَنفاسي

وَلا جَلستُ إِلى قَومٍ أُحَدِّثُهُم
إِلّا وَأَنتَ حَديثي بَينَ جُلّاسي

وَلا ذَكَرتُكَ مَحزوناً وَلا فَرِحاً
إِلّا رَأَيتُ خَيالاً مِنكَ في الكَأسِ

مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ

أَنا مَن أَهوى وَمَن أَهوى أَنا
نَحنُ روحانِ حَلَنا بَدَنا

فَإِذا أَبصَرتَني أَبصَرتَهُ
وَإِذا أَبصَرتَهُ أَبصَرتَنا

يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا
لَم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشا

لي حَبيبٌ حُبُّهُ وَسطَ الحَشا
إِن يَشَأ يَمشي عَلى خَدّي مَشى

روحُهُ روحي وَروحي روحُهُ
إِن يَشَأ شِئتُ وَإِن شِئتُ يَشا

свернуть