الغرفة 39.. وحدة سريَّة تحصِّن كوريا الشمالية ضد العقوبات
فرضت علامات استفهام كبيرة نفسها حول قدرة كوريا الشمالية على الصمود أمام العقوبات الدولية المفروضة عليها؛ فالدولة التي تعاني قيوداً وحصاراً اقتصادياً، لا تتوقف عجلة تجاربها النووية يوماً تلو آخر، وتخوض تحدياً جسوراً أمام المجتمع الدولي؛ فما الموارد التي تعتمد عليها بعد تضييق الخناق على مرافقها الاقتصادية، وإصابة حركتها التجارية مع غالبية دول العالم بالشلل؟ لا تغيب إجابة السؤال كثيراً عند كشف أسرار «الغرفة 39»، التي تعكف كوادرها على تحريض المواطنين على إدمان المخدرات، وتأمم الصفقات التجارية، ويصل نشاطها حد الاتجار في البشر؛ فإذا خيَّمت الدهشة على تناقض حياة الملوك التي يعيشها كيم غونغ أون وجنرالاته مع تضوُّر سكان كوريا الشمالية جوعاً، فيتحتم الغوص في تفاصيل الغرفة الخاصة، التي تبذل قصارى جهدها في خدمة رجالات النظام الشمولي.
وحسب بيانات نشرها موقع Borgen Project، يعيش ما يقرب من 60% من سكان كوريا الشمالية ظروفاً معيشية قاسية جداً، ولا تقل تلك النسبة عن 25 مليون نسمة. في المقابل يتمتع أبناء الطبقة الراقية في بيونغ يانغ بثراء فاحش، رغم العقوبات الدولية، وحقيقة انعزال الدولة نفسها تقريباً عن العالم الخارجي. ويكشف وكلاء استخبارات هربت من كوريا الشمالية أن هذا التناقض يعود بالأساس إلى الوحدة الخاصة، التي تأسَّست في عهد كيم إيل سونغ (جد كيم غونغ أون) ويطلق عليها «الغرفة 39».
أصل التسمية
كريستال ميث
ووفقاً لتقديرات موثقة، تدفَّقت على خزينة «الغرفة 39» خلال عام 2013 أرباحاً مادية، راوحت ما بين 100 و200 مليون دولار من تجارة المخدرات فقط. علاوة على ذلك، كانت كوادر الوحدة السريَّة تبيع المخدرات للمواطنين، وتحوَّل الأرباح مباشرة إلى حسابات حاكم البلاد. هارب آخر، لاذ بالفرار قبل 3 سنوات من كوريا الشمالية، يقول: «يحرِّض أعضاء «الغرفة 39» المواطنين على تعاطي مخدر «كريستال ميث»، وهو أخطر أنواع المخدرات التي يؤدي الإفراط فيها إلى الانتحار، فضلاً عن حلوله ضيفاً دائماً على حفلات «مجتمع المثليين». فجأة يتوقف تحريض المواطنين، حين يتهافتون قسراً على الشراء بعد إدمان المخدر القاتل. يضاف إلى ذلك المواطنون من ذوي الأمراض المزمنة، الذين يقبلون في البداية على المخدر بغرض الشفاء، لكنه سرعان ما يتحول إلى مكوِّن أساسي في حياتهم بعد إدمانه، لا سيما بعد تدخل وزارة الصحة هناك ووضعه ضمن قائمة أدوية علاج مرض السرطان؛ وغالباً ما يصبح المخدر ذاته هو العلاج الوحيد في الدولة».وفي مرحلة لاحقة، دأب وكلاء «الغرفة 39» على الاتجار بالبشر، أملاً في زيادة أرباح الوحدة السريَّة؛ وحسب تقديرات وكلاء استخبارات في مختلف دول العالم، أوفدت «الغرفة 39» ما يربو على 100 ألف مواطن من كوريا الشمالية للعمل في مشروعات بشتى بقاع المعمورة؛ بداية من مواقع بناء في الشرق الأوسط، مروراً بمزارع وترسانات بحرية في أوروبا، وصولاً إلى مصانع أخشاب في روسيا وقلاع صناعية في الصين.
رقابة مكثفة
شهد العمال الذين تمكنوا من الهرب بأن حكومة بيونغ يانغ تعهدت قبل إيفادهم للعمل في تلك المناطق بحصولهم على رواتب مجزية، وتزيد إلى حد كبير على تلك التي يتلقونها في البلاد. رغم ذلك وفور وصولهم إلى مقار العمل في مختلف بقاع العالم، عانوا ظروفاً قاسية وأجواء عمل لا تحافظ على قدر ضئيل من حقوق الإنسان، فضلاً عن خضوعهم خارج البلاد لرقابة مكثفة من جانب أجهزة أمن وطنهم الأصلي، لا سيما شرطة كوريا الشمالية السريَّة. وإلى جانب ذلك جرى تحويل رواتبهم الشهرية مباشرة إلى حسابات «الغرفة 39». وفي لقاء مع صحيفة «نيويورك تايمز»، كشف المواطن الكوري ريم إيل، وهو نجَّار عمل في مشروع بناء بإحدى دول الشرق الأوسط أنه تعرَّض ورفاقه لظروف عمل قاسية، لم يُسمح لهم فيها بالراحة سوى يوم واحد فقط كل أسبوعين؛ وأضاف: «لم نحصل مرة واحدة على رواتبنا الشهرية مقابل عملنا؛ وفي كل مرة كنا نطالب فيها بأجورنا، كان أرباب العمل يصرخون في وجوهنا، ويدعون في كل مرة أن أفراد عائلاتنا يتضورون جوعاً في كوريا الشمالية، وأنهم في حاجة إلى الأموال التي نتلقاها، وما علينا سوى تقديم الشكر والعرفان لحصولنا على ثلاث وجبات يومياً». نجح ريم إيل وبعد محاولات عديدة في الهرب من مقر عمله، وانتقل في إقامته إلى كوريا الجنوبية، إلا أنه لا يتضح حتى اليوم حجم الأموال التي تحصلت عليها حكومة بيونغ يانغ أو بالأحرى «الغرفة 39» جراء الاتجار بالبشر، لكن التقديرات تؤكد تدفق ما يزيد على مليار دولار على حسابات كيم غونغ أون خلال فترة ليست بالطويلة من تلك التجارة غير المشروعة.
#عالرايق
#معلومة_عالسخان
سر الغرفة 39 الغامض | معلومة عالسخان
Теги
عالرايقكارتونكرتونالرزيعالرايقفرحاتاسعار العملاتالدحيحaj+اقتصاد كوريا الشماليةرئيس كوريا الشماليةkim jong-unكيم جونغ أونأزمة غذاء في كوريا الشماليةمجاعة في كوريا الشماليةزعيم كوريا الشماليةكيم يو جونغ شقيقة زعيم كوريا الشماليةجو بايدن كوريا الشماليةالولايات المتحدة وكوريا الشماليةالحياة في كوريا الشماليةمعلومات عن كوريا الشماليةالغرفة 39 في كوريا الشماليةroom 39عودة الدحيححلقات الدحيح الجديدةالبيتكوينمعلومة عالسخانمعلومة ع السخان